السؤال
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين.
بعض خطباء الجمعة لا يبدأ في البحث عن خطبته إلا يوم الخميس، أو صباح الجمعة، فهل الخطبة أمانة توجب على الخطيب البحث عنها سريعا وإعدادها، أم إنها عبارة عن إسقاط واجب؟ وما حكم ذلك؟ وما نصيحتكم لهؤلاء الخطباء؟ وهل يمكن إرشادهم إلى كيفية البدء في إعداد خطبهم، وكيفية البحث عن العنوان المناسب؟ وما العناصر الواجب توافرها في الخطبة؟ كتب الله أجركم، وشكر الله سعيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن الناس يتفاوتون في سعة العلم، والقدرة على إعداد المادة المراد طرحها.
والمطلوب من الخطيب أن يراعي أحوال الناس، وما هم بحاجة إليه، فيطرح الموضوعات التي تمس واقعهم، ولا يكون بمعزل عما هم بحاجة إليه.
وعليه كذلك أن يربط الناس بنصوص الوحي كتابا وسنة، فيكثر في خطبته من الاستشهاد بالآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة.
وعليه أن يعتني بإعداد مادته من الكتب الموثوقة، وألا يعتبر هذه المسؤولية مجرد وظيفة يراد الخلاص منها، فإن الله أقام خطيب الجمعة في مقام عظيم، وجعله من مؤدي تلك الوظيفة الجليلة التي نيطت في الأصل بالنبيين والمرسلين.
فعليه أن يكون على مستوى المسؤولية، فيقدر لتلك الأمانة قدرها، ويؤدي حقها اللائق بها؛ تأهبا، واستعدادا، وإخلاصا لله، ومتابعة للسنة، وحرصا على إيصال المعلومة النافعة للناس في أبهى ثوب، وأحسن حلة.
وأما عن أركان الخطبة، وما تصح به، فإنه لو حمد الله تعالى، وصلى على نبيه، ووعظ الناس بأي موعظة، وقرأ آية من القرآن؛ صحت خطبته بذلك عند عامة الفقهاء.
لكن المراد والمأمول من خطباء المسلمين هو أن يرتقوا بمستوى خطبهم إلى ما يكون مساهما في تغيير واقع الناس إلى الأفضل، ويكون سببا -بإذن الله- في هدايتهم، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
وراجع للفائدة حول كيفية إعداد الخطبة، وبعض ما يتعلق بها فتوانا: 341323. وانظر لتفصيل القول في أركان خطبة الجمعة الفتوى: 115949.
والله أعلم.