السؤال
أنا في علاقة ارتباط مع فتاة، وأحبها، لكن بضوابط، ونيتي منها هي الزواج، واتفقت أنا وهي أن ما يجمعنا مع بعض في هذه العلاقة هو نية الزواج فقط؛ لأنني كنت أخاف من فكرة الزواج التقليدي، وكيف سأتزوج فتاة لا أعرفها من قبل، ولم أعرف ماضيها في زمن التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما يحدث من غيرها من أمور.
ومن ثم؛ فأنا في حيرة من أمري، فأنا أحب هذه الفتاة، ونيتي من هذا الارتباط معها هو الزواج فقط لا غير، فكيف أفعل؟ وهل أكمل ما أنا عليه، أم أترك هذا الطريق؟ فقد فكرت مع نفسي كثيرا، ووجدت طريقي هذا معها صحيحا، إذا كنت عفيفا، ونيتي هي الزواج، لكني ما زالت تراودني بعض الشكوك، وأريد رأيكم.
كيف يتزوج الشاب فتاة لا يعرفها دون أن يتعرف إليه قبل الزواج؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتعارف واللقاء والمكالمة بين الشباب والفتيات؛ باب شر وفساد، ولا يسوغ بحجة أنه بغرض الزواج.
والنظرة السيئة إلى الزواج التقليدي مبنية على أساس غير صحيح، وقائمة على وهم زائف، روج له أتباع الثقافة التغريبية، حتى ظن الشباب أن الزواج السعيد هو الذي يتوصل إليه عن طريق علاقة قبل الزواج، وقصة حب ملتهبة العواطف!
والشرع والواقع يقضيان بفساد هذه النظرة، ويؤكدان أن الزواج السعيد يقوم على حسن الاختيار، واستقامة الزوجين على الشرع، والأخلاق الكريمة.
والتعرف إلى المخطوبة، والتثبت من دينها وخلقها، لا يتحقق بالتهاون في الكلام واللقاء، ولكنه يكون بسؤال الثقات من الأقارب والزملاء والجيران.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-: ما هي الطريقة الشرعية التي لا تتعارض مع ديننا الإسلامي الحنيف في تبادل الحب بين فتاة وفتى، أو شابة وشاب. أفيدونا -أفادكم الله، وجعلكم من الصالحين الأبرار-؟
فأجاب -رحمه الله تعالى-: الطريقة الشرعية في ذلك أن الإنسان إذا وقع في قلبه محبة امرأة ليست مع زوج هو: أن يخطبها من أهلها، ثم يتزوجها بالنكاح الصحيح؛ وبذلك يكون قد مشى على الطريق السليم الشرعي.
وفي هذه الحال؛ لا يجوز أن يتصل بها على وجه الانفراد قبل عقد النكاح، ولا يجوز أيضا أن يبادلها رسائل الحب والتملق، والتلذذ بالمكاتبة والمخاطبة، وما أشبه ذلك؛ لأن المشروع أن ينظر إليها فقط لما يدعوه إلى نكاحها، إذا كان يحتاج إلى ذلك النظر. وأما المراسلات والمكاتبات والمكالمات في الهواتف، وما أشبه هذا، فهذا لا يجوز؛ لأنه يحصل به فتنة، وربما لا يتيسر الوصول إليها بالنكاح الشرعي، فيتعلق قلبه بها، وقلبها به مع عدم وصول كل منهما إلى الآخر. انتهى من فتاوى نور على الدرب.
فاتق الله، وقف عند حدوده، واقطع علاقتك بتلك الفتاة.
وإذا كنت تريد زواجها، فتقدم لخطبتها، ولا تتجاوز حدود الله، وراجع الفتاوى: 408697، 110476، 1932، 66843.
والله أعلم.