السؤال
أرجو الإجابة في أسرع وقت؛ لأني أصبحت في هم لا يعلم به إلا الله، وأصبحت خائفا جدا، وقد استغل الشيطان موقفي هذا، وبدأ يصعب علي أمر الصلاة.
قرأت في إحدى الفتاوى أن من يرى عورته من جيبه، فيه قولان: الأول: أنها لا تصح صلاته، والثاني: أنها تصح.
وأنا لا أعلم ما معنى أن يرى عورته من جيبه، فأرجو التوضيح، وهل ما أعاني منه له علاقة بالمسألة أم لا؟
عندما أصلي بـ (التيشيرت) (الثوب) (القميص) (قميص النوم) كلها أستطيع أن أرى عورتي (تحت السرة) من خلال فتحة الحلق، ولا يراها غيري، بمعنى أن من يكون أمامي لا يستطيع أن يرى شيئا، وإنما يجب عليه أن ينظر من فوقي مباشرة على فتحة الحلق، مع العلم أن جميع ملابس الناس اليوم -تقريبا- هكذا، فما الحل؟
أصبحت دائما عندما أريد أن أصلي أرفع البنطال فوق السرة، وأشده بحبل.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: ننبهك على خطورة الوساوس, وضرورة الإعراض عنها؛ فإن ذلك علاج نافع لها, واستعذ بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم, وخفف على نفسك مما تعانيه، فإنه أيسر مما تعتقد.
ثم إذا كان الثوب الذي تصلي فيه يظهر منه جزء مما بين السرة والركبة أثناء الصلاة, فإنها تبطل, ولو كان من أمامك لا يراها، قال ابن قدامة في المغني: فعلى هذا؛ متى ظهرت عورته -له أو لغيره-، فسدت صلاته.
فإن لم تظهر؛ لكون جيب القميص ضيقا، أو شد وسطه بمئزر، أو حبل فوق الثوب، أو كان ذا لحية تسد الجيب، فتمنع الرؤية، أو شد إزاره، أو ألقى على جيبه رداء، أو خرقة، فاستترت عورته، أجزأه ذلك، وهذا مذهب الشافعي. اهـ.
وهذا القول موافق لكلام بعض فقهاء المالكية، قال الحطاب المالكي في مواهب الجليل: قال ابن رشد: (البرانس): ثياب متان في شكل القفايز عندنا مفتوحة من أمام، تلبس على الثياب في البرد والمطر مكان الرداء، فلا تجوز الصلاة فيها وحدها، إلا أن يكون تحتها قميص، أو إزار، أو سراويل؛ لأن العورة تبدو من أمامه. اهـ.
وقال الأمير في ضوء الشموع شرح المجموع، وهو مالكي: وأما وسع الجيب مع عدم ظهور العورة منه بالفعل، فلا بأس به. اهـ. وعن تحديد عورة في الصلاة، راجع الفتوى: 253792.
والأولى والأفضل لك أن تصلي في أحسن ثيابك, وأبلغها في الستر تعظيما لشعائر الله تعالى، قال تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين [الأعراف:31].
والله أعلم.