السؤال
عن سيدنا العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أنه أحدق النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له رسول الله: هل من حاجة يا عم؟
قال: نعم، لما رفعتك حليمة وأنت ابن أربعين يوما، رأيتك تخاطب القمر، ويخاطبك بلغة لم أفهمها.
قال: يا عم، قرصني القماط في جانبي الأيمن (القماط هو حزام، أو قطعة من قماش يلف به الطفل)، فأردت أن أبكي، فقال القمر: لا تبكي -يا حبيب الله-، فلو قطرت من دموعك قطرة على الأرض، قلب الله الخضراء على الغبراء، فصفق العباس (أي: ضرب يده باليد الأخرى).
فقال صلى الله عليه وسلم: أأزيدك -يا عم-؟
قال: نعم.
قال: ثم قرصني القماط في جانبي الأيسر، فهممت أن أبكي، فقال القمر: لا تبك -يا حبيب الله-، فلو وقع من دموعك قطرة على الأرض، لم تنشق عن خضراء إلى يوم القيامة، فسكت شفقة على أمتي.
فصفق العباس، وقال: أكنت تعلم ذلك وأنت ابن أربعين يوما؟
قال: يا عم، والذي نفسي بيده لقد كنت أسمع صرير القلم على اللوح المحفوظ، وأنا في ظلمة الأحشاء.
أفأزيدك -يا عم-؟
قال: نعم.
قال: والذي نفسي بيده، لقد خلق الله مائة ألف وأربعا وعشرين ألف نبيا، ما منهم من نبي علم أنه نبي حتى بلغ أشده، وهو أربعون سنة، إلا أنا، وعيسى بن مريم، فإنه لما نزل من جوف أمه، قال: إني عبد الله، آتاني الكتاب.
أفأزيدك -يا عم-؟
قال: نعم.
قال: لما ولدت ليلة الاثنين، خلق الله تعالى سبعة جبال في السماوات السبع، وملأها من الملائكة ما لا يحصيهم إلا الله، يسبحون الله، ويقدسونه إلى يوم القيامة، وجعل ثواب تسبيحهم وتقديسهم لعبد ذكرت عنده بين يديه، فأزعج أعضاءه بالصلاة علي.
صلى الله عليك يا سيدي -يا حبيب الله-.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من كتاب: الحاوي للفتاوي للسيد جلال الدين السيوطي.
هل هذا الكلام صحيح؟