السؤال
الشبهة هي: أن مدة خلق الأرض في القرآن، وتقدير أقواتها وكل شيء، كان في أربعة أيام، وأما خلق السماوات، وخلق الشمس والنجوم، وكل ما في السماء، كان في يومين، فهل هذا صحيح علميا؟ ألم يستغرق تكون السماء والنجوم أكثر بمليارات السنين من تكون الأرض؟ ولا أقصد عمر السماء، بل مدة خلقها، وتكون شمسنا ونجومنا، أكثر بكثير من مدة تكون الأرض؛ لأنه يمكننا القول: إن انتهاء خلق السماء كان حين تكونت شمسنا والنجوم التي نراها؛ لأن السماء بوصف آيات سورة النازعات تتضمن الشمس والنجوم: "أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها"، أي أن الانتهاء من خلق السماء كان حينما خلقت الشمس، ومدة ذلك أطول بكثير من مدة خلق الأرض، فكيف نوفق بين ذلك؟
ربما تقولون: إن عمر الأرض والكون غير ثابت علميا، وكلها نظريات، وليست حقائق ثابتة، ويمكنها التبدل، وأتفق معكم في هذه النقطة أن عمر الأرض والكون هو عمر تقريبي، ومن الممكن أن يتم تعديله، ولكن الثابت واليقيني يبقى أن عمر السماء أطول من عمر الأرض بشكل مؤكد، حسب الأبحاث والدراسات، وأن مدة تكون السماء وما فيها من أجرام ونجوم ومجرات هائلة، سيأخذ بشكل لا شك فيه مدة أطول من خلق الأرض وما عليها، فكيف نوفق بين هذه الأمور؟ وهل يمكن القول: إن فترة اليوم في القرآن غير متساوية، أي أن تلك الأيام عبارة عن مراحل زمنية غير متساوية؟