السؤال
جامعتنا اقترحت علينا نظام الاختبار الإلكتروني؛ نظرا للظروف الحالية الوبائية، ونزلت بنوك الأسئلة، وهي مجموعة كبيرة من الأسئلة بأجوبتها، وقالوا لنا: إننا ملزمون بها، والامتحان لا يخرج عن هذه الأسئلة، وهذا تبعا لقرار من وزير التعليم العالي.
وبعد نظري لهذه البنوك رأيت أن بعضها أجيب عنه إجابة خاطئة، لكن الطالب ملزم بحفظها كما هي، ورأيت نفسي أحفظها دون فهم؛ لأجتاز الاختبار فقط، وهذا الأمر لا أرى فيه علما يدرس، وإنما هي أسئلة تحفظ.
من أجل ذلك قررت أن أراعي الأمانة العلمية في تعلم العلم، والتي تطلبها الجامعة، لكن ليس بأن أمسك بنك الأسئلة وأحفظه، بل أمسك كتبي وأدرس منها، وعندما يأتي موعد الاختبار أفتح الاختبار وأبحث بحثا سريعا ببرامج تمكنني من ذلك عن إجابة السؤال؛ لأجتاز الاختبار فقط، ولا أخبر بهذا أحدا؛ وأنا أفعل هذا لأني أريد أن أستغل وقتي -بإذن الله- في دراسة الكتب، لا حفظ أسئلة، وأراعي هذا.
وأنا طالبة متقبلة ومتحمسة لاستغلال وقتي في النافع، لكني لا أضمن أمانة غيري؛ لذلك لن أخبر أحدا.
والكلية تهاجم من ينشر أنه اختبر باجتماع مع زملائه، أو غش بأي صورة، رغم أنه ذكر أنهم في البداية قالوا لنا: إننا نستطيع أن نحل من مصادر بحوزتنا وقت الاختبار؛ لأنه اختبار في البيت، ولا توجد لجنة رقابية، والمسؤولون متوقعون هذا، ولا أظنه يخفى عليهم، لكننا فوجئنا بعد أول اختبار أنهم يعاتبون على أمور الغش والحل الجماعي، ويحذرون منها، ويهددون بإلغاء البنوك، كما فعلوا في جامعات أخرى، فهل علي حرج إن استمررت كما أنا، وراعيت الأمانة العلمية في دراستي مع نفسي؟ فأنا لا أريد أن أضيع وقتي في حفظ أسئلة لا أفهمها، ولا أتعلم منها، وأريد تخطي الاختبار بالبحث السريع في البنوك وقت الاختبار.
وقد فكرت أن أدرس كل وحدة علمية من مناهجنا، أو أراجع الأجزاء المدروسة من قبل، وأحل عليها تدريبا؛ وبهذا أسير في اختباري، لكن هذا ربما يؤخر علي الوقت، ولا أنجز من هذه الأسئلة إلا قليلا، وأضطر إلى البحث في الأسئلة كما كنت أفعل؛ لأتخطى باطمئنان، فقلت: أتعلم وأؤجل الانشغال بالأسئلة، وأبحث عنها في الأسئلة المجابة من قبل الجامعة لأتخطى، وهكذا راعيت الغايات، والدين ينظر إلى الغايات لا إلى الصور، فما رأي حضراتكم فيما أفعل؟