السؤال
أنا محرجة من مشكلتي، ولكن اعذروني، بارك فيكم الله.
عندما أسير في الشارع، أنظر إلى أعضاء الرجال، وأقارن بينها في الحجم. وأشعر بالخجل من نفسي بعدها، وأخشى أن يراني أحد وأنا أنظر إلى عضوه، فمن المؤكد أنه سيظن أني سيئة، ولكن والله أنا ملتزمة وأصلي.
لا أستطيع منع نفسي، أعلم أن هذا حرام، لكن ينتابني الفضول لمقارنة حجم أعضائهم.
عمري 18 سنة، ولست متزوجة.
أفيدوني، وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على طرحك هذا السؤال وكتابتك إلينا، ولا ينبغي أن يكون الحياء مانعا للمسلم من التفقه في الدين، والسؤال عما يحتاج إلى معرفة حكمه الشرعي.
روى مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. ورواه البخاري معلقا.
ولم يتضح لنا المقصود على وجه التحديد بالنظر إلى أعضاء الرجال، فإن كان المقصود النظر إلى العضو الذكري -كما هو المتبادر للذهن- فهذا أمر محرم، وباب من أبواب الفتنة.
فيجب عليك الانتهاء عن ذلك، ومجاهدة نفسك في غض بصرك إن أردت السلامة لعرضك ودينك، فكل الحوادث مبدؤها من النظر، ومعظم النار من مستصغر الشرر.
وإن كان المقصود النظر إلى عموم جسد الرجل، فإن نظر المرأة للرجل إن كان بشهوة، فإنه محرم باتفاق الفقهاء، وإن كان بغير شهوة فقد اختلف الفقهاء في حكمه، وسبق بيان أقوالهم في الفتوى: 7997. وقد رجحنا فيها القول بالجواز.
فإن كان نظرك إليهم بشهوة، وجب عليك الانتهاء والتوبة إلى الله تعالى، وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 5450.
وإن كنت تستحين أن يراك من تنظرين إليه من الرجال فيظن بك السوء، فالله أحق أن تستحيي منه، وأن تستشعري رقابته لك، وأنه وكل بك ملكين يكتبان ما قدمت من خير أو شر، قال سبحانه: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد {ق:18}.
وإن كان نظرك إليهم بغير شهوة، وإنما لمجرد الفضول، فإنه جائز -كما أسلفنا- ولكن ينبغي الاجتهاد في صرف النفس عن ذلك، فمن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيه، خاصة وأنك شابة، فلا تتركي مجالا للشيطان ليوقعك فيما لا يرضي الله عز وجل، ويفسد عليك دينك.
واجتناب الخروج من البيت إلا لأمر لا بد لك منه، يمكن أن يجعلك في عافية من النظر إلى الرجال، وقرار المرأة في بيتها هو الأصل، ولذلك قال الله تعالى: وقرن في بيوتكن {الأحزاب:33}.
قال ابن كثير في تفسيره: أي: الزمن بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة. اهـ.
والله أعلم.