السؤال
قبل زواجي بعام تقريبا غضب أبي غضبا شديدا، وسب الدين، وكان غاضبا غضبا شديدا جدا، وأبي يصلي، وليس من النوع الذي يسب الدين، وأنا أيضا مرات كنت أسب، وكل مرة أستغفر، لكن لا أتذكر هل استغفار مع شروط التوبة أم لا؟
وعلى حد ذاكرتي كنت أنطق الشهادة، والآن تبت، ونطقت الشهادة، وأنا كنت أصلي قبل زواجي، كنت قد بدأت الصلاة 20 يوما قبل عقد الزواج. وزوجي لا يعلم ما وقع مني، ولا من أبي من سب، لكنه يعلم أني أنا وأبي كنا نصلي قبل عقد الزواج.
فما حكم زواجي؟ هل هو صحيح أم باطل؟ علما أنه قد تم الدخول منذ أشهر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الزواج تم مستوفيا شروط الزواج الصحيح، ومن أهمها: الولي والشهود، فلا يؤثر على صحته ما ذكرت مما وقع منك من سب للدين، ما دمت قد نطقت بالشهادتين بعده، وكذا ما وقع من وليك ما دام قد صلى بعده؛ فقد ذكر الفقهاء أنه يحكم للمرء بالإسلام بمجرد صلاته.
قال البهوتي في الروض المربع: فإن صلى الكافر -على اختلاف أنواعه، في دار الإسلام، أو الحرب، جماعة، أو منفردا، بمسجد، أو غيره- فمسلم حكما، فلو مات عقب الصلاة، فتركته لأقاربه المسلمين، ويغسل، ويصلى عليه، ويدفن في مقابرنا. اهـ.
ولا تخبري زوجك بما حدث؛ لئلا يظن بكم الظنون، أو تقع في قلبه الشكوك.
وننبه إلى خطورة سب الدين، وأنه من موجبات الكفر، وأن صاحبه لا يعذر بالجهل.
سئل القاضي الشيخ عليش ـ المالكي: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر، أو لا بد من القصد؟
فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة، فالسب ردة بالأولى، وفي المجموع: ولا يعذر بجهل، وزلل لسان. هـ.
فالواجب الحذر من ذلك وعدم التهاون فيه أو العودة لمثله أبدا.
وننبه أيضا إلى عظم أمر الصلاة، وعدم التفريط فيها، فمن ترك الصلاة، ولو تهاونا، كفر في قول بعض الفقهاء، كما سبق بيانه في الفتوى: 1145.
والله أعلم.