السؤال
نسمع أن دعوة الإسلام بدأت بالتوحيد، وعندما نقرأ أول السور لا نرى فيها: لا إله إلا الله، فمتى نزلت كلمة: (لا إله إلا الله) في القرآن؟ ما أول سورة جاءت فيها كلمة التوحيد؟
نسمع أن دعوة الإسلام بدأت بالتوحيد، وعندما نقرأ أول السور لا نرى فيها: لا إله إلا الله، فمتى نزلت كلمة: (لا إله إلا الله) في القرآن؟ ما أول سورة جاءت فيها كلمة التوحيد؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس ما ذكرته صحيحا، بل إن أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى: اقرأ باسم ربك الذي خلق {العلق:1}، وفيه إشارة واضحة إلى توحيد الله تعالى، وأنه وحده هو المستحق للربوبية المتفرد بالخلق، ثم نزل بعد ذلك صدر سورة المدثر، وكله دعوة إلى التوحيد، فقوله: قم فأنذر {المدثر:2} أمر بإنذار المشركين، وتخويفهم عاقبة الشرك، وقوله: وربك فكبر {المدثر:3} أمر بتعظيم الله تعالى، وتنزيهه عما لا يليق من جعل الشريك له، وقوله: والرجز فاهجر {المدثر:5} هو نهي صريح عن عبادة الأوثان، والنهي عن الشيء أمر بضده، قال السعدي: {والرجز فاهجر} يحتمل أن المراد بالرجز الأصنام والأوثان، التي عبدت مع الله، فأمره بتركها، والبراءة منها، ومما نسب إليها من قول أو عمل. ويحتمل أن المراد بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله، فيكون أمر ا له بترك الذنوب، صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها، فيدخل في ذلك الشرك وما دونه. انتهى.
فظهر لك أن مطلع هذه السورة -وهو من أوائل ما نزل- توحيد لله تعالى، ومن أوائل ما نزل كذلك سورة المزمل، وفيها التصريح بكلمة التوحيد، كما قال تعالى في أثنائها: رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا {المزمل:9}.
فتبين أن ما ذكرته غير صحيح، وأن الأمر بالتوحيد، والنهي عن الشرك هو لب رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه من أعظم مقاصد القرآن المكي، وأنه من أوائل ما ورد الأمر به في القرآن العزيز.
والله أعلم.