السؤال
ما صحة هذا الحديث: (ذكر الدارمي عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب، قال: ما نظر الله إلى الجنة إلا قال: طيبي لأهلك، فزادت طيبا على ما كانت. وما من يوم كان عيدا في الدنيا، إلا يخرجون في مقداره إلى رياض الجنة، ويبرز لهم الرب تبارك وتعالى، وينظرون إليه، وتسفى (تحمل) عليهم الريح بالطيب والمسك، فلا يسألون ربهم تبارك وتعالى شيئا إلا أعطاهم، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا على ما كانوا عليه من الحسن والجمال سبعين ضعفا)؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الحديث هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خلقية، أو خلقية.
وما ذكرته في السؤال ليس حديثا أصلا؛ لأنه ليس مضافا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو كلام موقوف على كعب الأحبار، وهو من علماء التابعين، وليس له حكم الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن كعب الأحبار يروي عن كتب أهل الكتاب.
ثم إن هذا الكلام الموقوف على كعب يبدو أنه لا يثبت عنه؛ لأن في الإسناد إليه يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي مولاهم الكوفي، قال الحافظ ابن حجر في التقريب: ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن، وكان شيعيا. اهــ.
والله أعلم.