السؤال
أنا شاب عمري 29 سنة، أسرفت على نفسي بالعادة السرية منذ أن كان عمري 16سنة إلى الآن، ولم أستطع التوقف، فأعاهد الله، ثم أرجع للمعصية من جديد، فالنساء في كل مكان، والفتن في كل مكان -الهاتف، والعمل-، وأنا شاب مغترب في السعودية منذ ست سنوات، وأسرتي فقيرة، وأنا الذي أعولهم، وليس في استطاعتي أن أتزوج؛ لأني أصرف راتبي آخر كل شهر على إخواني وأخواتي والوالد والوالدة، وحالتنا سيئة جدا، وقد عجزت عن التوفير من راتبي؛ لكي أتزوج، وأعف نفسي، والمصيبة أنني لم أستطع أن أصوم رمضان؛ رغم أني أعرف عقوبة من أفطر عمدا، ولا يفطرني إلا العادة السرية، وأمسك باقي يومي، وهممت كثيرا بالانتحار، وقتل نفسي؛ لأني عجزت عن السيطرة على شهوتي، وأغرقت نفسي في المعاصي، ونفسي ضاقت من ذنوب العادة السرية، خصوصا ممارستي لها في رمضان.
وأنا أعرف هذا الحديث منذ زمن: "ومن لم يستطع منكم، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء"، وأنا أحب الصوم، لكن الشهوة في داخلي.
وفي السنوات الأربع الأخيرة لا آكل إلا أكلا خفيفا -وجبة واحدة في اليوم غير دسمة-، وشهوتي لم تتغير، وأمارس العادة السرية أكثر من خمس مرات في اليوم، مع العلم أنني لا أتغدى؛ لكي تهدأ نفسي، فلم تهدأ.
عزلت نفسي من الجوال، ومن النظر للمحرمات منذ زمن؛ لكيلا تهيج شهوتي، وأصلي وأدعو كثيرا، لكني لا أستطيع أن أنام من الأرق، إلا بعد أن أمارس العادة السرية عدة مرات، إلى أن أنام، فانصحوني، وأفيدوني؛ فروحي تكاد تصعد إلى السماء من الذنوب، وقد خفت واستحييت كثيرا من الله، ولم أعد أطيق العيش بذنوب العادة السرية، ولا أستطيع الصوم، مع العلم أني آكل وجبة واحدة، وفي بعض الأيام لا أشرب إلا ماء من غير أكل لمدة يوم كامل، ولا أستطيع أن أنام من الأرق والكمد، وفي بعض الأحيان أصلي طول اليوم، ولا أنام، ولا أذهب إلى العمل، ولا أتحمل، فأمارس العادة السرية.
أتمنى أن تفيدوني؛ فقد قررت أن أقتل نفسي؛ خشية الذنوب، وأهلي لهم رب يرعاهم، ويتكفل برزقهم.
أنا في حزن شديد، وروحي هامدة، ولا أرى إلا أن أقتل نفسي، وأذهب إلى ربي، وأخبره أني أحبه، وأخشاه، وعجزت عن أن أتزوج وأعف نفسي، والله رحمن رحيم، عالم بحزني وهمي، وإنا الله وإنا إليه راجعون.