السؤال
في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه؛ صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات. صحيح الترغيب، الألباني.
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، وأبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله عز وجل اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فمن قال: سبحان الله؛ كتب له عشرون حسنة، وحط عنه عشرون سيئة. ومن قال: الله أكبر؛ فمثل ذلك. ومن قال: لا إله إلا الله؛ فمثل ذلك. ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه، كتب له بها ثلاثون حسنة، أو حط عنه ثلاثون سيئة. أخرجه أحمد.
السؤال: هل المقصود بالمغفرة والأجر العظيم في قوله تعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [الأحزاب:35] ما هو موجود في الأحاديث السابقة من العدد المحدد من الحسنات والسيئات، أم إن المقصود بالأجر العظيم والمغفرة في الآية أكبر وأشمل وأعم وأعلى وأعظم وأوسع مما هو محدد في الأحاديث السابقة؟ جزاكم الله عز وجل خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الأول قد ورد في صحيح الترغيب والترهيب, وقال عنه الشيخ الألباني: حسن صحيح.
أما الحديث الثاني، فقد صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع. وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح.
وبخصوص المغفرة الواردة في قوله تعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما {الأحزاب:35}، فلم نقف على قول لأهل العلم بأن المقصود بها المغفرة الواردة في الحديثين السابقين, بل الظاهر من كلام بعض المفسرين أن المغفرة المذكورة في هذه الآية أعم وأشمل من المغفرة المذكورة في الحديثين المتقدمين، قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} أي: هيأ لهم منه لذنوبهم مغفرة وأجرا عظيما، وهو الجنة. اهـ.
وفي تفسير ابن عطية: و المغفرة هي ستر الله ذنوبهم، والصفح عنها، والأجر العظيم الجنة. اهـ.
وفي فتح القدير للشوكاني: والخبر لجميع ما تقدم: هو قوله: أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما. أي: مغفرة لذنوبهم التي أذنبوها، وأجرا عظيما على طاعاتهم التي فعلوها من الإسلام، والإيمان، والقنوت، والصدق، والصبر، والخشوع، والتصدق، والصوم، والعفاف، والذكر.
ووصف الأجر بالعظم؛ للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ، ولا شيء أعظم من أجر هو الجنة، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع، ولا ينفد. اهـ.
والله أعلم.