الترهيب من الغش في الامتحانات

0 24

السؤال

لا أعرف إذا كان تم الإجابة على هذا السؤال سابقا في هذا الموقع.
في هذا الوقت أصبح التعليم إلكترونيا، وعن بعد، مما يجعل معظم الطلاب يغشون في الامتحانات، وعند إصدار العلامات الجميع يحصل على علامة كاملة! مما يؤدي للقلق لي ولزملائي الذين لا يغشون، فبكل سهولة إذا لم يعرفوا الجواب يغشون. أما عني، فأحاول جاهدة.
فهل يبقى الغش محرما علما بأن 70% من الطلبة يغشون؟ وهل يوجد أجر للأشخاص الذين يصبرون بهذه الأوقات؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلو كثر الغش في الامتحانات بين الطلاب كما ذكرت، وتهيأت للكثير منهم أسبابه، فهذا لا يبيحه، ولا يسوغه، بل على المرء أن يجتهد في دراسته، وأن يتجنب الغش فيها جملة وتفصيلا، فقد حرم الإسلام الغش لما فيه من المخادعة والتدليس على الغير، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأخرج الطبراني أيضا: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.

وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر، في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.

وبهذا تعلمين أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم، ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان سيحصل على شهادة، وبموجب هذه الشهادة يتولى مسؤولية، إما في التعليم، أو الطب، أو الهندسة، أو الإدارة، أو غير ذلك، ويصبح مؤتمنا على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملا لا يتقنه، إنما حصل على أسبابه بالغش والخديعة؟

هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة، فالغش في الامتحانات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. والكل محرم.

كما أن فساد الناس لا يبيح الغش والخديعة. ففي سنن الترمذي عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا.

فالذي يجب على المسلم هو أن يتقي الله تعالى، ويمتثل أوامره، ويجتنب نواهيه، وأن لا يجعل من فساد أهل الزمان، وفشو المنكر بينهم مسوغا، أو ذريعة لارتكاب الحرام، فالمسلم مطالب بالالتزام والاستقامة في كل زمان، وفي كل مكان. وهو مأجور على ذلك، ويعظم أجره في زمن الفتنة وانتشار الفساد. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. رواه الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة