الفرق بين التابعين وأتباعهم وذكر طبقاتهم

0 34

السؤال

ما الفرق بين التابعي، وتابع التابعي، والتابعي الكبير، والمتوسط، والصغير، وزمن وامتداد كل منهم -من أي سنة لأي سنة-، وأشهر رجالهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                     

 فإن التابعي هو من أدرك أحد الصحابة, وتابع التابعي من أدرك أحدا من التابعين، قال السخاوي في فتح المغيث تعليقا على قول العراقي في ألفيته: والتابعي اللاقي لمن قد صحبا.

فـ (التابع) ويقال له: التابعي أيضا هو (اللاقي لمن قد صحبا) النبي صلى الله عليه وسلم واحدا فأكثر. اهـ.

وقال القسطلاني في إرشاد الساري: (ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال) لهم: (هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) وهو التابعي (فيقولون) لهم: (نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال) لهم: (هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) بفتح الحاء من صاحب في الموضعين، كميم من، والمراد أتباع التابعين. اهـ.

وقد اختلف علماء الحديث في تحديد طبقات التابعين؛ فمنهم من جعلها ثلاثا, وقيل: أربعا, وقيل: خمس عشرة طبقة، جاء في فتح الباقي بشرح ألفية العراقي لزكريا الأنصاري أثناء الحديث عن طبقات التابعين: (وهم طباق) ثلاث، كما في "الطبقات" لمسلم، وكما فيها لابن سعد، وربما بلغ بها أربعا. و(قيل) أي: قال الحاكم: (خمس عشرة) طبقة، آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل البصرة، ومن لقي عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة، ومن لقي السائب بن يزيد من أهل المدينة). اهـ.

ويقول الهروي القاري في شرح نخبة الفكر في مصطلحات أهل الأثر عن تعريف الحديث المرسل: (وصورته أن يقول التابعي، سواء كان كبيرا) بأن لقي كثيرا من الصحابة, وجالسهم، وكانت جل روايته عنهم، كقيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب، (أم صغيرا) وفي نسخة: أو صغيرا، بأن لم يلق من الصحابة إلا العدد اليسير، أو لقي جماعة مع كون جل روايته عن التابعين، كيحيى بن سعيد الأنصاري. ذكره السخاوي. اهـ.

ويقول السيوطي تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي متحدثا عن طبقات التابعين: و(قال الحاكم: هم خمس عشرة طبقة: الأولى: من أدرك العشرة) منهم: (قيس بن أبي حازم، و) سعيد (بن المسيب، وغيرهما) قال: كأبي عثمان النهدي، وقيس بن عباد، وأبي ساسان حصين بن المنذر، وأبي وائل، وأبي رجاء العطاردي.

 ثم إن الحاكم بعد ذكر الطبقة الأولى، قال: والطبقة الثانية: الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس، ومسروق، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد، وغيرهم، والطبقة الثالثة: الشعبي، وشريح بن الحارث، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأقرانهم، ثم قال: وهم خمس عشرة طبقة: آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل البصرة، وعبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة، والسائب بن يزيد من أهل المدينة، وعبد الله بن الحارث بن جزء من أهل الحجاز، وأبا أمامة الباهلي من أهل الشام، انتهى. فلم يعد من الطبقات سوى الثلاثة الأولى والأخيرة. اهـ.

وعن عصر التابعين, وتابعيهم يقول الهروي في مرقاة المفاتيح نقلا عن السيوطيوقرن التابعين من مائة سنة إلى نحو سبعين، وقرن أتباع التابعين من ثم إلى نحو العشرين ومائتين. اهـ.  

والمراد بالطبقة: الجماعة المتقاربون في السن، المشتركون في الأخذ عن الشيوخ، يقول زكريا الأنصاري في فتح الباقي بشرح ألفية العراقي شارح قول العراقي في ألفية مصطلح الحديث:

وللرواة طبقات تعرف    بالسن والأخذ ...

(وللرواة طبقات) أي: مراتب، جمع طبقة، (تعرف) لغة: بالقوم المتشابهين، واصطلاحا: (بالسن)، أي: باشتراك المتعاصرين فيه، ولو تقريبا، (و) بـ (الأخذ) عن المشايخ، وربما اكتفوا بالاشتراك في التلاقي. قال ابن الصلاح: ((والناظر في هذا الفن يحتاج إلى معرفة المواليد، والوفيات، ومن أخذوا عنه، ومن أخذ عنهم، ونحو ذلك)). اهـ.

وفي شرح سنن الترمذي للشيخ عبد الكريم الخضير: ما المقصود بالطبقة؟ إذا قال ابن حجر: من العاشرة، من الحادية عشرة، من التاسعة، من الثالثة ما المقصود بهذه الطبقة؟

المقصود بها: الجماعة المتشابهون في السن، المتقاربون فيه، المشتركون في الأخذ عن الشيوخ، يعني الزملاء، أقرب ما يكون في اصطلاحنا وعرفنا إلى الزملاء، يعني إذا قيل: فلان من دفعة فلان، أو زميل لفلان، أو معه في الدراسة، هذا المراد بالطبقة. اهـ.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة