السؤال
أنا طالبة في كلية رياض الأطفال، وتزداد أسئلتي بخصوص الحلال والحرام، فإذا فعلت شيئا حراما، كأن ذهبت متبرجة للجامعة يوميا، فهل تصبح دراستي حراما؟ وأذاكر لبعض الأطفال، وتنتابني أسئلة حول الحرام والحلال أيضا بخصوص تدريسي، مع العلم أني أحب دراستي، وهذا العمل بشدة، فإذا تجاهلت الأفكار، فهل أكفر؛ لأنها أفكار دينية حول التحليل والتحريم وأنا أتجنبها؟ وأحيانا أكون هادئة جدا في مناقشتها، وأتذكر أني فزعت من قبل بسبب مناقشتها، وما يزعجني أكثر أنه قد جاءني من قبل أفكار حول التحليل والتحريم، وحينما بحثت، وجدتها حراما، فأرجو المساعدة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن ارتكاب الطالبة لمعصية -كالتبرج- أثناء الدراسة، لا يوجب تحريم الشهادة التي تحصل عليها، والتوظف بها، فلا علاقة بين الأمرين، والجهة بينهما منفكة، كما هو ظاهر. وانظري للفائدة الفتويين: 185585، 326317.
وأما قولك: (وتنتابني أسئلة حول الحرام والحلال أيضا بخصوص تدريسي، مع العلم أني أحب دراستي، وهذا العمل بشدة، فإذا تجاهلت الأفكار، فهل أكفر؛ لأنها أفكار دينية حول التحليل والتحريم وأنا أتجنبها؟ وأحيانا أكون هادئة جدا في مناقشتها، وأتذكر أني فزعت من قبل بسبب مناقشتها، وما يزعجني أكثر أنه قد جاءني من قبل أفكار حول التحليل والتحريم، وحينما بحثت، وجدتها حراما):
فنقول أولا: إنه لا مدخل للكفر هنا على أيه حال؛ فتجاهل الأفكار ليس كفرا أبدا.
لكن إن كانت تلك الأفكار من قبيل الوساوس -كما هو الظاهر-، فإنه يشرع تجاهلها، والإعراض عنها؛ فهذه هو السبيل لعلاجها ودفعها. كما سبق في الفتوى: 214492.
وأما غير الموسوس: فإن الأصل أنه لا يجوز له الإقدام على فعل؛ حتى يعلم حكم الله فيه، ولو بالسؤال عنه، كما سبق في الفتوى: 360835.
وأما إذا لم يقدم على الفعل، فالأصل أنه لا يجب عليه أن يعرف حكمه.
والله أعلم.