السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أذل سلطانا ملكه الله في الأرض، أذله الله في الدنيا والآخرة" ما صحة هذا الحديث؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أذل سلطانا ملكه الله في الأرض، أذله الله في الدنيا والآخرة" ما صحة هذا الحديث؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحديث الوارد في السؤال لم نجده باللفظ المذكور، وورد بلفظ قريب منه عند الترمذي مرفوعا: من أهان سلطان الله في الأرض، أهانه الله. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. اهـ.
والحديث ضعف إسناده شعيب الأرناؤوط، فقال: إسناده ضعيف. سعد بن أوس ضعفه ابن معين، ووثقه ابن حبان. وزياد بن كسيب روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان؛ فهو مجهول. اهــ.
كما ضعفه أيضا الألباني أولا في السلسلة الضعيفة، ثم حسنه ونقله إلى السلسلة الصحيحة؛ لما رأى أن هناك شاهدا له، وقال: فالحديث حسن عندي. والله أعلم. اهــ. كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 376).
قال السيوطي في قوت المغتذي على جامع الترمذي (2/ 535): المراد منه أن الله نصب السلطان لينفذ أوامره، فإذا أكرمه الإنسان، أكرم من نصبه، فيكرمه الله، وبالعكس، وإهانته ترك أوامره في الطاعات، وإكرامه المسارعة إلى أمره في طاعة الله. اهــ.
ويحتمل أن يكون المراد بسلطان الله: حجته، وبرهانه؛ لأن السلطان في اللغة الحجة، والبرهان، كما في قوله تعالى: وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين {الذاريات:38}، أي: بحجة ظاهرة.
ومما يقوي هذا الاحتمال أنه ورد الحديث بسند ضعيف عند الطبراني في المعجم الكبير (11/ 114) من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ: .. ومن مشى إلى سلطان الله ليذله، أذله الله، مع ما يدخر له من الخزي يوم القيامة، سلطان الله: كتاب الله، وسنة نبيه ... الحديث.
قال الهيثمي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/ 212): رواه الطبراني، وفيه أبو محمد الجزري حمزة، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهــ.
وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في كتابه: النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة (1/ 104): قلت: أما أبو محمد الجزري، فأظنه حمزة بن أبي حمزة النصيبي، وهو تالف. اهــ.
والله أعلم.