السؤال
قالت لي سلفتي: إن حماتي قالت عني كلاما سيئا، واستحلفتها أن تقول، ولم توافق؛ حتى قلت: أعدم أولادي أني لن أبلغها، ولكن الكلام كان سيئا جدا، وفيه افتراء شديد علي، ولم أستطع ألا أعاتبها، وعاتبتها، فهل من الممكن أن يصيب أبنائي أذى؟ وهل هناك كفارة ليميني؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أساءت المرأة التي نقلت إليك كلام حماتك، وأفسدت بينك وبينها، فهذه نميمة محرمة، وقد كان عليك ألا تسمعي لها، وأن تزجريها، وانظري ما ينبغي أن يكون عليه موقف المسلم من الشخص النمام في الفتوى: 112691.
ثم إنك أخطأت بإخلاف وعدك مع المرأة بعدم إبلاغ حماتك بكلامها، وتعليق ذلك بالدعاء على أولادك، لكن لا كفارة عليك، ولا يلزمك غير التوبة إلى الله تعالى.
ولا تخشي على أولادك بسبب هذه العبارة، فقد نص بعض أهل العلم على أن مثل هذه العبارات من اللغو الذي لا اعتبار له، جاء في تفسير البغوي وغيره: قال زيد بن أسلم: ومن اللغو دعاء الرجل على نفسه، تقول لإنسان: أعمى الله بصري إن لم أفعل كذا وكذا، أخرجني الله من مالي إن لم آتك غدا، ويقول: هو كافر إن فعل كذا، فهذا كله لغو، لا يؤاخذه الله به, ولو آخذهم به؛ لعجل لهم العقوبة، كما قال تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم، قال ابن عباس: هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده: لعنكم الله، ولا بارك الله فيكم، قال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه، وأهله، وماله بما يكره أن يستجاب. انتهى.
والله أعلم.