السؤال
أنا فتاة عمري 17 عاما، قبل سنة تقريبا حلفت ألا آكل من طعام معين، ثم حلفت مرة أخرى على طعام آخر مختلف، ثم حلفت بعدها على أكثر من نوع من الطعام، وفعلت ذلك حتى أنحف إلى أن أصل لوزن معين، وقد نحفت الآن، ولكني لم أصل للوزن الذي حلفت أني سأتوقف عندما أصل إليه، والجميع أصبح يقول لي: يكفي، ولكني استمررت، وحاولت أن أصل للوزن الذي أريده، ولم أصل، وقد تعبت من ذلك، وأكلي محدود ولم أصل للوزن الذي أريده، وأريد أن أحنث في اليمين، ولكني أخاف أن يغضب الله تعالى مني، فإذا حنثت في اليمين، وأكلت من جميع الأصناف التي حلفت ألا آكلها، فهل تلزمني كفارة واحد عن جميع الأصناف، أم كفارة عن كل يمين حلفته؛ لأنه ليس من نفس نوعية الطعام؟ مع العلم أني لا أعلم كم مرة قد حلفت، وقد تبت عن الحلف على الطعام. أرجو الرد؛ فقد تعبت من ذلك.
ثانيا: أعاني من وساوس في الوضوء والطهارة، وعندما أحاول الإعراض عنها، أشعر بالذنب، فهل يجب أن أستمر في الإعراض عنها حتى مع الشعور بالذنب؟ وهل تلك الوساوس تعني أنني يجب أن أتقرب أكثر من الله تعالى؟
ثالثا: عندما أذهب إلى الحمام -أكرمكم الله- تأتيني رغبة بالذهاب للحمام مرة أخرى، ويأتيني شعور دائم بالرغبة في الذهاب للحمام، وذلك في أغلب الأوقات يؤخر صلاتي، فهل يجوز أن أتغاضى عن هذا الشعور وأصلي؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأيمان يرجع فيها إلى نية الحالف، فما دمت نويت الامتناع عن طعام ما حتى تصلي إلى وزن معين؛ فإنك تحنثين إذا أكلت منه قبل الوصول إلى هذا الوزن، وانظري الفتوى: 116989.
والحنث في اليمين ليس بمحرم، إلا إن كانت اليمين على فعل واجب، أو ترك محرم؛ فحينئذ فقط يجب الوفاء باليمين، ويحرم الحنث فيها، كما سبق في الفتوى: 394039، فلا إثم عليك في الحنث في اليمين على ترك أكل طعام معين.
وأما تعدد الكفارات: فما دمت حلفت أيمانا متعددة على أجناس مختلفة، فإنه تلزمك لكل يمين منها كفارة عند جمهور العلماء، وقيل: بل تجزئ كفارة واحدة -إن حنثت في الجميع قبل التكفير-، وانظري الفتوى: 394996.
وأما الشك في عدد الأيمان: فلا يلزمك إلا ما حصل عندك يقين به، وهو الأقل، فإذا شككت هل حلفت ثلاثة أيمان أم أربعة، فلا يلزمك إلا ثلاثة؛ لأن الأصل براءة الذمة، كما سبق في الفتوى: 317620.
وينبغي لك الإعراض عن الوساوس، وتجاهلها، ولا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالذنب، بل تجاهل الوساوس هو المشروع للموسوس.
وأما قولك: (هل تلك الوساوس تعني أنني يجب أن أتقرب أكثر من الله تعالى؟) فلا علاقة بين هذين الأمرين، والمسلم يشرع له في كل حال أن يسعى في الإكثار من التقرب إلى ربه -قدر وسعه وطاقته-، وراجعي في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.
وأما سؤالك الأخير: فما دام ذلك الشعور من آثار الوسوسة -كما هو ظاهر- فينبغي لك تجاهله، وعدم الالتفات إليه، وأن تبادري بأداء الصلاة ولا تؤخريها، وراجعي للفائدة الفتوى:123340.
والله أعلم.