مسؤولية الطبيبة في موت المريضة إذا لم تعطها أدوية السيولة

0 17

السؤال

أنا طالبة في السنة السادسة من كلية الطب، وتعبت جدتي ووقعت على الأرض، وكانت غير قادرة على الوقوف، وكان أولادها معها، وشككت في جلطة بالساق، وخالتي شكت في كسر، وغاب عني موضوع جلطة الساق؛ لأن الذي يقع يصاب بكسر، وفي اليوم التالي ازرقت قدمها؛ فشككت في الجلطة مرة أخرى، لكنهم كانوا بجوارها، فخفت أن أتكلم أمامها فتخاف، فذهبت وفتحت النت لأرى كيف يكون شكل الجلطة بالساق؛ فوجدتها مختلفة، وأن الزرقة تأتي مع الكسر، فلم أعرف حالتها، وأنا بطبيعتي أخجل أن أكشف عليها؛ لأنه لا خبرة عندي لتشخيص حالتها، وقد خجلت من فحصها، وليتني لم أخجل؛ لأن ضميري كان سيستريح.
عندما خرجت خالتي، قلت لها: نريد أن نكشف على رجلها، ونعمل أشعة أو دوبلر؛ لكي نعرف سبب عدم قدرتها على المشي، وفهمت منها أنها ستكشف، لكنها لم تكشف عليها لمدة يومين؛ فازرقت رجلها أكثر وأنا لا أعرف ما بها، فقد كنت غير متأكدة، وقال ابن خالتي: أنا أشك أنها جلطة، فذهبت إلى خالتي مرة أخرى وقلت لها: نعمل دوبلر، وبعدها سألت طبيبا عبر الهاتف، وقال: هذه كدمة، فتأكدت أنها ليست جلطة، وعملنا أشعة فقط، وكان هناك كسر في رجل واحدة فعلا، وقلت لهم: الدوبلر غير ضروي؛ فهذا كسر، ووضع عليه جبسا، والطبيب قال كدمة أيضا، وسألنا الطبيب: هل تأخذ أدوية السيولة؟ فقال: لا، يكفي الإسبرين، فارتفعت حرارتها في نفس اليوم، فقلت لهم: هذه كورونا، فاتصلت طبيبة قريبة لنا، وقالت لي: أعطها أدوية السيولة، فقلت حسنا، ولم أعطها شيئا، ولم أخبر أحدا؛ لأن الطبيب السابق قال: لا، وبعد يوم ظهر على جدتي حرارة وكحة وإسهال، ولم تستطع المشي، فقلت لهم: هذه كورونا أيضا، فلم يصدقوا، ولم يفعلوا شيئا، وأتوا بطبيب إلى البيت للكشف عليها، فقال: كورونا، ولم أخبرهم أن يذهبوا للمستشفى؛ لخوفي من الكورونا في الخارج على نفسي لا عليها.
في اليوم الذي بعده أخدها خالي إلى المستشفى، ولكن الصدمة أنها ماتت بجلطة في الرئة مصدرها الساق، وأنا ألوم نفسي كل يوم لأني لم أفحصها، ولم أتكلم، ولم أذهب بها إلى المستشفى وهي تموت أمامي، فهل علي ذنب وكفارة؟ هل هذا قتل خطأ؛ لأني لم أقل: إنها جلطة، وقلت: الدوبلر غير ضروي، ولأني لم أعطها أدوية السيولة، وقد كان علاجها، فماذا أفعل؟ وهل قصرنا مع جدتي في العلاج؟ فقد تعبت من التفكير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرحم جدتك، ويغفر لها.

واعلمي أنه لا شيء عليك، ولا على أولادها؛ فلم يحصل منك تعد أو تقصير، فقد عرضت الأمر على الأطباء المختصين.

وكونك لم تعطيها أدوية السيولة؛ ليس فيه تقصير منك؛ فأنت لست طبيبة بعد، ولست متخصصة في هذه الأمراض، وقد وكلت الأمر إلى المتخصصين؛ فقد أصبت وأحسنت.

فلا تحملي الأمور فوق ما تحتمل، ولا تكلفي نفسك ما لا يلزمها.

واجتهدي في طاعة الله، وأتقني دراستك وعملك، واحرصي على ما ينفعك، وللفائدة، راجعي الفتوى: 400786.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات