علاج الوسوسة الملازمة في العقيدة

0 262

السؤال

كلما اقتربت إلى الله بالطاعات وخاصة الذكر الكثير، هاجمتني بشراسة وسوسة لا أعلم هل هي من شر نفسي أو من شر الشيطان، وهى العيب في الذات الإلهية بأشياء فظيعة مما يجعلني في هم وغم عظيم، أدعو الله أن يزيل عني هذه الغمة ولكنها مستمرة، مما يجعلني أكاد أجن وأفكر في أنه لا أمل لي في رحمة الله أرجو أن تعاونوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فـأما القنوط من رحمة الله فلا ينبغي أن يكون له إلى قلبك طريق، فإنك لن تكون أعظم شرا من الكافر الأصلي الذي يسب خالقه جهارا، ومع ذلك فإن الله الرحيم الغفور يدعوهم إلى التوبة ويعدهم بالمغفرة، بل وأن يبدل سيئاتهم حسنات، قال الله تعالى: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين [الأنفال:38].

وقال الله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:70].

فإذا أمنت من هذا الجانب بقيت مسألة الوسوسة هذه، وهنا نقول لك: إن الوسوسة إذا كانت مجرد خاطر يخطر لك ثم يغرب، فعلاجها أن تصرف ذهنك تماما عنها وتشتغل بغيرها ولا تضرك.

أما إن تطورت من خواطر إلى أفكار تلازمك وتستقر في ذهنك، فإنه يجب أن تطلب لها قلعا وإزالة، وإزالتها بالعلم والحجة، فقم بعرض هذه الأفكار التي تلازمك على أهل العلم الثقات المتخصصين، وستجد أنها تبخرت وتلاشت، فالباطل صائر إلى الزوال.

قال الله تعالى: إن الباطل كان زهوقا [الإسراء:81].

وقال تعالى: فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض [الرعد:17]، وراجع الفتوى رقم: 12400، والفتوى رقم: 13369.

ونسأل الله لك الإعانة على الهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة