السؤال
فتاة زنت مع زوج أختها، وأرادت أن تتوب. هل يجب عليها أن تستسمح أختها، وتخبرها عن فعلها؟
البعض يقول: لا؛ لأن الله ستر عليها، ولا يجوز خراب البيوت.
فتاة زنت مع زوج أختها، وأرادت أن تتوب. هل يجب عليها أن تستسمح أختها، وتخبرها عن فعلها؟
البعض يقول: لا؛ لأن الله ستر عليها، ولا يجوز خراب البيوت.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد كلاما لأهل العلم يفيد وجوب استحلال المرأة أختها في هذه الحالة، والظاهر -والله أعلم- أنه يكفي أن تتوب بينها وبين ربها؛ بالإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة لذلك في المستقبل. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى: 29785.
والواجب عليها أيضا أن تجتنب هذا الرجل وغيره من الرجال الأجانب، وتبتعد عنه، فلا تخلو به، ولا تخلع حجابها عنده. فالغالب أن لا يقع الناس في الزنا إلا بسبب التساهل في مقدماته، ولذلك قال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}. ولم يقل: ولا تزنوا. تنبيها على اجتناب المقدمات.
جاء في تفسير ابن كثير: يقول تعالى ناهيا عباده عن الزنا، وعن مقاربته، ومخالطة أسبابه ودواعيه: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة... اهـ.
وقال السعدي في تفسيره: والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"، خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه. اهـ.
والله أعلم.