التواصل والمراسلة بين الجنسين في أمور الدِّين والتواصي بفعل الطاعات

0 13

السؤال

منذ قرابة السنة تعرفت مصادفة إلى شاب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان في الفترة السابقة لمعرفته مشتتا، ويدعو الله أن يرشده للطريق الصحيح، وقد قدر الله أن يتعرف هذا الشاب إلى مجتمع خير من خلالي.
وكانت بدايتي معه هو اقتراب شخصياتنا، واهتماماتنا، ومبادئنا في الحياة، ورغبتنا في إرضاء الله تعالى، وهذا ما أدى لنشوء صداقة صادقة بيننا، إضافة لتعاملنا الذي لحق ذلك؛ بسبب مهامنا المشتركة بشكل كبير، فنحن من فريق إدارة هذا المجتمع -والحمد لله-، بالإضافة لما نقدمه لبعضنا من مساعدات، أي أن تعاملنا كثير جدا، ولكن ما بيننا لا يتجاوز الأخوة.
ونحن نسعى لرضا الله تعالى، ونملك قوة، وعقلا واعيا لنبتعد عن كل ما قد يوقعنا في الخطأ، ولو قدر الله أن مال أحدنا عن الطريق، وضعفت نفسه، فسيذكره الآخر بالله، وبالطريق الصحيح.
وتعاملنا في الثلاثة الأشهر الأخيرة يقتصر بشكل كبير على تفاصيل المهام التي نعمل عليها، بالإضافة لما قد يحتاجه أحدنا من استفسارات عن أمر نحتاجه، أو مصدر لتعلم أمر معين، إلى غير ذلك، وقليلا ما يكون حوارنا يخص ذواتنا.
وقبل فترة أعلمني ذلك الشاب أنه يشعر بفقد للسلام الداخلي، ويخاف أن يكون في علاقتنا ما هو غير مرض لله.
والأمر أن تعاملنا يزيد قليلا عما بين أفراد المجتمع، فنحن أصدقاء مقربون، وليس في علاقتنا إلا كل خير -والحمد لله-.
وهذا الأمر يشغل بالي أيضا، إلا أننا لم نجد من تشابه حالته حالتنا من صدق نيتنا، ووجود مجتمع شريف يخاف الله يجمعنا، وضرورة تواصلنا لما بيننا من أعمال، وغير ذلك لنعلم الإجابة عن حالتنا، فأرجو منكم إعطاءنا الجواب الشافي لضميرنا، والمرضي لربنا، مع ذكر كامل التفاصيل؛ لنقتنع بعقولنا قبل قلوبنا بالإجابة التي سعينا إليها، وجزاكم الباري الجنة بجهدكم، ورفعكم منزلة وعلما.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالعلاقة بين النساء والرجال الأجانب لها حدود وضوابط في الشرع، والتهاون في تلك الضوابط بدعوى الصداقة، ونحو ذلك؛ مسلك مخالف للشرع، يؤدي إلى عواقب وخيمة.

فما يحصل بينك وبين هذا الشاب من التواصل من غير حاجة معتبرة؛ غير جائز.

ولا تنخدعي بكون الكلام والمراسلة بينكما في أمور الدين، والتواصي بفعل الطاعات، فقد يكون ذلك استدراجا من الشيطان، وتلبيسا من النفس، واتباعا للهوى؛ فالفتنة غير مأمونة على الشباب؛ ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة، قال الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة