السؤال
خنت زوجي بعد 25 سنة من الزواج مع شابين أصغر سنا مني، وكنت ألوم نفسي دائما؛ لأن الله كان يسترني، وكنت أسأل لا بد أن يكون هناك عقاب، والعلاقات انتهت، لكن الله أراد أن يكشف ستري، ويعرف زوجي، وبعدها طلب أن يعرفهم؛ كي يحاول أن يتجاوز، وينسى، ويسامح، وكانوا أشخاصا يعرفهم.
بيتي تدمر، ولا يرغب في مسامحتي بعد أن وعدني أن يحاول السماح، وفقد الثقة تماما، وقد كنت مثالا ونموذجا للزوجة المثالية، وأسمعني كلاما لم أكن أتخيل أن أسمعه، لكني أستحقه.
حاليا هو مستمر معي بسبب الأولاد؛ لأن أولادنا كبار، وفضيحتي أمام عائلتي من الممكن أن تقتلهم.
هو رجل كريم، ومحترم، ومخلص، وأنا إنسانة سيئة ومذنبة، وتبت إلى الله، ورجعت لصلاتي، وقرآني بعد أن كنت أهملتهم، وهو يسخر من توبتي بعد كشف أمري، فكيف يقبل الله توبتي؟ وكيف ينسى، ويسامحني زوجي الذي أحبه، ولا أدري كيف أخطأت، وزلت قدمي؟
حياتي الزوجية انتهت، وأتمنى من ربي أن يغفر لي، وأستعيد ما أضعته باتباعي خطوات الشيطان.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزنى شر سبيل، وأخبث طريق، وهو جرم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب التي تجلب غضب الله، ولا سيما إذا وقع من محصنة، فالإثم حينئذ أشد، والجرم أعظم، ومع ذلك فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه؛ أنه يقبل التوبة من كل ذنب، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
فإذا كنت قد تبت توبة صادقة مما وقعت فيه من الفاحشة؛ فأبشري بقبول التوبة -بإذن الله-، وأحسني ظنك بربك، وأقبلي عليه، وأكثري من ذكره ودعائه؛ فإنه قريب مجيب.
ونصيحتنا لزوجك ألا يسخر من توبتك، وأن يستر عليك، ولا يطلقك ما دمت تائبة؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.