السؤال
لماذا نسمي القرآن -أي كلام الله- بكلام نفسي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن لا نسمي كلام الله تعالى كلاما نفسيا، ولكن نقول كما قال أهل السنة والجماعة: القرآن كلام الله حقيقة، ليس نفسيا، وليس معنى قائما بالذات، ولا يشبه كلام المخلوق.
قال الطحاوي في عقيدته: القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية: ومن الإيمان بالله وكتبه: الإيمان بأن القرآن كلام الله، منزل، غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وأن الله تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد -صلى الله عليه وسلم- هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره. ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله، أو عبارة؛ بل إذا قرأه الناس، أو كتبوه في المصاحف؛ لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة، فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا. وهو كلام الله؛ حروفه، ومعانيه؛ ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف. اهـ.
وراجعي في بيان مذهب أهل السنة الفتاوى: 19390، 228991، 45686.
والله أعلم.