السؤال
أقرأ القرآن بين الحين والآخر، وفي كل مرة أنتبه لأشياء جديدة فيه كأني أقرؤه أول مرة.
وأود أن أسأل عن شيء في القرآن عموما، وسورة النبأ خصوصا، وهو: الخمر: هو ما يخمر العقل؛ لذلك هو حرام في الدنيا.
فلماذا هو حلال في الآخرة، ومذكور بنفس الاسم؟ فما خمر العقل في الدنيا يخمره في الآخرة. فلماذا اختص الله بكلمة الخمر. فلماذا لم يقل شرابا بدون ذكر خمره للعقل؟
السؤال الآخر: معنى كلمة: كواعب. فهل هي حقا لوصف أثداء المرأة، أم إن كتب التفسير لم تفسرها بشكل جيد، فلا أستطيع أن أتخيل أن القرآن يصف جنسيا أثداء المرأة.
الرجاء الإجابة، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفاسد التي في خمر الدنيا، لا وجود لها في خمر الآخرة.
يقول ابن كثير في تفسيره: وقوله: {يطاف عليهم بكأس من معين. بيضاء لذة للشاربين. لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون}، كما قال في الآية الأخرى: {يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين. لا يصدعون عنها ولا ينزفون} [الواقعة:17-19].
فنزه الله خمر الآخرة عن الآفات التي في خمر الدنيا، من صداع الرأس، ووجع البطن ـ وهو الغول ـ وذهابها بالعقل جملة، فقال تعالى هاهنا: {يطاف عليهم بكأس من معين} أي: بخمر من أنهار جارية، لا يخافون انقطاعها ولا فراغها.
وقوله عز وجل: {لذة للشاربين}. أي: طعمها طيب كلونها، وطيب الطعم دليل على طيب الريح، بخلاف خمر الدنيا في جميع ذلك.
وقال الضحاك، عن ابن عباس: في الخمر أربع خصال: السكر، والصداع، والقيء، والبول. فذكر الله خمر الجنة، فنزهها عن هذه الخصال، كما ذكر في سورة "الصافات". اهـ.
أما عن الحكمة من إباحة الخمر في الجنة، وتسميتها بهذا الاسم، فقد سبق بيان ذلك في الفتوى: 72542 وهي بعنوان: "خمر الدنيا، وخمر الآخرة"
ونعتذر عن سؤالك الثاني، حيث إن سياسة الموقع أن يكون كل سؤال على حدة، فإذا ذكر السائل عدة أسئلة فيجاب عن واحد منها فقط.
والله أعلم.