حصول الغرض عقب دعاء غير مشروع لا يقتضي مشروعية ذلك الدعاء

0 91

السؤال

ما حكم من دعا بهذا الدعاء: "اللهم لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه"؟ وإن كان جوابكم بأنه لا يجوز، فما رأيكم بشخص دعا به، فاستجيب له، فقد كنت قبل سنوات في مكان مرتفع جدا -قرابة 10 أمتار- وقد انزلقت قدماي، وقبل أن أسقط بثوان، قلت الدعاء المذكور، فسقطت بطريقة جعلت إصابتي طفيفة جدا -والحمد لله-؟
ثانيا: ما حكم من قال: "اللهم أجب دعائي، وحقق لي الشيء الفلاني، وبعدها لا عذر لي عندك يوم القيامة"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الدعاء المذكور غير مشروع، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 387184، 121006.

وأما استجابة الدعاء به: فما يدريك أصلا أن ما حصل لك كان بتأثير ذلك الدعاء! 

فالجزم بهذا، رجم بالغيب، بلا بينة. 

ثم حصول الغرض عقب دعاء غير مشروع، لا يقتضي مشروعية ذلك الدعاء، قال ابن تيمية: وأما إجابة الدعاء -يعني: عند الأضرحة-؛ فقد يكون سببه اضطرار الداعي، وصدق التجائه، وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له، وقد يكون أمرا قضاه الله، لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى، وإن كانت فتنة في حق الداعي؛ فإنا نعلم أن الكفار قد يستجاب لهم، فيسقون، وينصرون، ويعافون، ويرزقون مع دعائهم عند أوثانهم، وتوسلهم بها! وقد قال الله تعالى: {كلا نمد هـؤلاء وهـؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا} [الإسراء:20]، وقال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} [الجن:6]. انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم.

أما سؤالك الثاني، فقد ذكرنا لك من قبل أن المقصود منه غير واضح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة