قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"، ونفي المكان عن الله تعالى

0 30

السؤال

هل يجوز قول: "لا يبقى في الكون إلا الله"؟ وما معنى الكون؟ وهل هو مخلوق، أم إنه لفظ عام، كلفظ الوجود؟ وما الفرق بينه وبين المكان؟
أعلم أن الله تعالى مباين لخلقه، وأنه -سبحانه- فوق عرشه، لكن أشكل علي استعمال هذه الكلمة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن يطلق مثل هذه العبارة، يعني بالفعل معنى الوجود، كأنه قال: (لا يبقى في الوجود إلا الله)؛ وإطلاق الكون على الوجود صحيح، قال الكفوي في الكليات: الوجود ‌المطلق: هو ‌الكون. اهـ.

وقال الجرجاني في التعريفات: الكون: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم، لا من حيث إنه حق، وإن كان مرادفا للوجود المطلق العام ... اهـ.

وجاء في المعجم الوسيط: ‌الكون ‌الوجود ‌المطلق العام. اهـ.

وأما المكان، فيراد به: ما يحيط بالشيء، ويراد به: ما يفتقر إليه الممكن، والله عز وجل منزه عنهما جميعا.

ويطلق المكان أيضا، ويراد: ما يكون الشيء فوقه، والله سبحانه فوق عرشه؛ ولذلك نقول: إن تنزيه الله عز وجل عن المكان، يطلق ويراد به معان، بعضها صحيح، وبعضها ليس كذلك، كما سبق لنا بيانه في الفتوى: 356392.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة