الدعاء بالممكن الذي يغلب على الظن عدم حدوثه

0 38

السؤال

هل يجوز أن أدعو الله بشيء أتمنى حدوثه، لكن ينتابني أحيانا شعور كبير بأنه لن يحدث، وكل المؤشرات تؤكد لي ذلك؟ وهل يقبل الله دعائي أم لا؟ لأني أعلم أن من شروط الدعاء اليقين، فمثلا أتمنى أن تتأجل الامتحانات -فهي بعد أسبوع-، وأدعو الله بتأجيلها، ولكن كل المؤشرات وإحساسي يقول: إنها ستحدث، فهل يكون هذا سببا في عدم قبول الدعاء؟ وأنا أدعو؛ لأني واثقة أن الله على كل شيء قدير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالممنوع هو الدعاء بالمستحيل عادة، فهذا من الاعتداء في الدعاء، الذي نهى الله عنه، وانظري الفتوى: 337189.

وإذا كان هذا الأمر محتمل الحصول، ولو احتمالا ضئيلا، ولم يكن من المستحيلات؛ فدعاء الله بحصوله ليس محرما، ولا هو من الاعتداء في الدعاء المنهي عنه.

  وعليه؛ فلا إثم عليك إذا أنت دعوت بما هذا سبيله، وإن غلب على ظنك عدم حصوله؛ لما ذكرنا من كونه ليس من الاعتداء المنهي عنه.

وعليك أن تكوني حال الدعاء واثقة بفضل الله وسعة كرمه؛ امتثالا لأمره صلوات الله عليه بالدعاء، مع اليقين بالإجابة.

ولا تنافي بين احتمال عدم حصول هذا الشيء، وبين كونك تدعين الله موقنة بالإجابة، ما دام هذا الحصول ممكنا.

 ومعنى حديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. قد بيناه في الفتوى: 387031.

لكن ينبغي أن يتنبه إلى أن حصول المدعو به ليس شرطا في الإجابة، فلإجابة الدعاء صور مختلفة، كما بيناه في الفتوى: 420853.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة