تربية الزوج للكلب داخل المنزل دون رضا الزوجة

0 49

السؤال

هل الكلب طاهر؟ وهل يجوز للزوج تربيته داخل المنزل دون رضا الزوجة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالكلب غير طاهر في قول الجمهور -بدنه، وسؤره-، وقد فصلنا كلام العلماء في ذلك في الفتوى: 4993.

 واقتناء الكلب لا يجوز، من حيث الأصل، ويستثنى منه ما كان لحاجة معتبرة؛ لما في الصحيحين، وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية، أو صيد، أو زرع؛ انتقص من أجره كل يوم قيراط.

 وإدخال الكلاب إلى البيوت، ومشاركتها لأهلها في المعيشة، من العادات الدخيلة على المسلمين، والمنافية للأحكام الشرعية التي حثت على البعد عن النجاسات، والتنزه عنها.

فلا شك أن ما يفعله زوجك من تربية الكلب داخل المنزل؛ أمر منكر.

فالواجب عليك تجنب مساعدته في تربيته، ووعظ زوجك، ونصحه بالرفق واللين، وتذكيره بحكم الشرع فيما يفعله، وما يترتب عليه من تربية الكلب في المنزل.

فإن لم يطعك، فلا إثم عليك فيما يفعله زوجك، وإنما إثم ذلك عليه هو فقط، إذا لم يكن هناك مسوغ لاقتنائه؛ كالحراسة مثلا، جاء في الموسوعة الفقهية حول تربية الكلب واقتنائه: وأما اقتناؤه لحفظ البيوت؛ فقد قال ابن قدامة: لا يجوز على الأصح؛ للخبر المتقدم، ويحتمل الإباحة. وقال الشافعية: إذا زالت الحاجة التي يجوز اقتناء ‌الكلب لها؛ فإنه يجب زوال اليد عن ‌الكلب بفراغها، وقالوا: يجوز ‌تربية الجرو الذي يتوقع تعليمه لذلك. انتهى.

فبيني هذا لزوجك، وإن استطعت منعه من ذلك بالحسنى، فافعلي -إن كان هذا الكلب مما لا يؤذن في اقتنائه شرعا-.

ولو عاند الزوج، وأصر على تربيته؛ فإثمه عليه، لا عليك، وهو القوام على مسكن الزوجية، وقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم {المائدة:105}.

ونسأل الله لكما التوفيق، والسداد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة