بدء دعاء الاستخارة بالثناء على الله والصلاة على رسول الله

0 11

السؤال

من يقرأ دعاء الاستخارة قبل التسليم، هل يقرؤه بعد الصلاة الإبراهيمية مباشرة؛ على اعتبار أن التشهد هو ثناء على الله عز وجل، بعدها صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصلاة الإبراهيمية"، فيكون قد أثنى على الله، وصلى على رسوله، ثم قرأ الدعاء المأثور، أم يجب عليه الثناء على الله عز وجل بعد الصلاة الإبراهيمية، ثم إعادة الصلاة مرة أخرى على رسوله، ثم يأتي بالدعاء المأثور؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالدعاء في الاستخارة يشرع قبل السلام وبعده، وكونه بعد السلام أفضل، فيما ذهب إليه الجمهور، وفق ما بيناه مفصلا في الفتوى: 136718.

ولو أتيت به قبل السلام، فيكون بعد التشهد والصلاة الإبراهيمية؛ لأنه دعاء، والدعاء المأثور ورد بعد التشهد، جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني: وقد روي في بعض الطرق تعيين ‌محل ‌الدعاء، فأخرج ابن خزيمة من طريق ابن جريج: أخبرني عبد الله بن طاووس، عن أبيه أنه: كان يقول بعد التشهد كلمات يعظمهن جدا، قلت: في المثنى كليهما؟ قالا: بل ‌في ‌التشهد الأخير، قلت: ما هي؟ قال: أعوذ بالله من عذاب القبر. .) الحديث. قال ابن جريج: أخبرنيه عن أبيه، عن عائشة مرفوعا. وروي من طريق محمد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعا: (إذا تشهد أحدكم، فليقل. .) فذكر نحوه، هذه رواية وكيع، عن الأوزاعي عنه، وأخرجه أيضا من رواية الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي بلفظ: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير. .) فذكره، وفي رواية ابن ماجه: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير، فليتعوذ من أربع. .) الحديث". انتهى.

وحتى لو كان دعاء الاستخارة بعد السلام، فلم يرد ما يدل على أن يبدأ قبله بالثناء، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا ‌الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله-، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله-، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. أخرجه البخاري.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة