كيف نشأت اللغات المختلفة في العالم وما هي لغة سيدنا آدم عليه السلام ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم في نشأة اللغة، فقيل إنها توقيفية أي أن الله تعالى علمها البشر على لسان آدم، قال القرطبي في تفسيره عند قول الحق سبحانه: وعلم آدم الأسماء كلها. نقلا عن ابن خويزمنداد أنه قال: في هذه الآية دليل على أن اللغة مأخوذة توقيفا وأن الله تعالى علمها آدم عليه السلام جملة وتفصيلا. ثم قال القرطبي: أول من تكلم باللغات كلها من البشر آدم عليه السلام، والقرآن يشهد له قال الله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها، واللغات كلها أسماء فهي داخلة تحته. هـ

وذهب أبو هاشم ومن تابعه إلى أن اللغة من وضع البشر، وذهب آخرون إلى أن ابتداء اللغة وقع بالتعليم من الله تعالى، وقيل إن الألفاظ دلت على معانيها بذاتها، قال الشوكاني: في إرشاد الفحول بعد ذكره الأقوال وحججها ناقلا عن صاحب المحصول: وإنه يجوز كل واحد من هذه الأقوال من غير جزم بأحدها وبه قال الجمهور.

وذكر الرازي في تفسيره بعد أن قرر أن أصول اللغات كلها توقيف من الله تعالى لآدم،، قال: ومن الناس من يقول إن لغة آدم وولده كانت واحدة إلى زمان الطوفان، فلما أغرق الله تعلى أهل الأرض وبقي من نسل نوح من بقي وتوفي نوح عليه السلام وتوالدوا وكثروا أرادوا بناء صرح بابل يمتنعون به من الطوفان، إذ كان بلبل الله ألسنتهم فنسي كل فرقة منهم اللسان الذي كان عليه وعلمها الله الألسنة التي  توارثها بعد ذلك ذريتهم، وتفرقوا في البلدان وانتشروا في الأرض، إلى غير ذلك من هذه الأقوال.

وعلى كل فالذي ينبغي أن نعلمه أن وجود هذه اللغات المختلفة آية عظيمة على قدرة الله عز وجل، كما قال في محكم كتابه الكريم:ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم (الروم: من الآية22).

والله أعلم.