السؤال
تعرفت على شاب، وعرفته على أمي، وعرفني على أهله، وأحببته. واستمررنا مع بعض لمدة ثلاث سنوات.
ثم حصلت مشاكل أبعدتنا عن بعض. وصليت صلاة الاستخارة، ودعوت بالدعاء خمس مرات، ثلاثة أدعية منها دعاء استخارة فقط بدون صلاة. وصليت مرتين، وكانت الأمور ميسرة. ورجعنا مرة أخرى، وبعدها بشهر ونصف تركنا بعضنا، وقلبي ما زال متعلقا به.
فهل هذا معناه شر أم خير؟ مع العلم أني صليت وأنا أحبه؛ لكي أعرف هل سنرجع لبعض أم لا؟ وهل ذلك خير أم لا؟
وفي فترة شهر ونصف كانت علاقتنا جيدة: لا نتشاجر، وحالنا طيب جدا.
فهل صلاة الاستخارة غير صحيحة؛ لأنني كنت أتمنى أن نكمل؟ أم هي صحيحة؟
ولما تفرقنا مرة أخرى. صليت صلاتي استخارة أيضا، وما زال قلبي متعلقا به، وعندي أمل، لكن بنسبة صغيرة.
وتكلمنا ثلاث مرات، مع أنه قال لي إنه غير راجع.
فما معنى هذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستخارة تشرع في الأمور المباحة، وما كان محرما أو واجبا، فلا تشرع له؛ لأن المحرم يجب تركه، ولا اختيار للمرء فيه. وكذلك الواجب لا اختيار في تركه، وكذا المندوب والمكروه شرعا، كما هو مبين في الفتوى: 4823.
فهذه العلاقة التي بينك وبين هذا الشاب علاقة محرمة، فهي ليست محلا للاستخارة، بل الواجب عليك التوبة، وقطع هذه العلاقة معه، وراجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 5450.
وإن تاب هذا الشاب وأناب إلى الله، واستقام، فيمكنك الدعاء بأن ييسر الله لك الزواج منه، فقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإذا تقدم لخطبتك، شرعت في حقك الاستخارة، وراجعي الفتوى: 130226.
وسبق أن بينا أن المرأة يجوز لها شرعا عرض نفسها على الرجل الصالح؛ للزواج منها، بشرط مراعاة الضوابط الشرعية من عدم الخلوة ونحو ذلك من دواعي الفتنة، فانظري الفتوى: 18430.
وإذا تيسر لك الزواج منه، فذاك، وإلا فاقطعي العلاقة به تماما، وسلي ربك أن يرزقك من هو خير منه.
والله أعلم.