تفسير ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )

0 569

السؤال

ما معنى تفسير قول الله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية وهي قول الحق سبحانه: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (ق:18)، أي ما يتكلم من كلام فيلفظه ويرميه من فيه إلا لديه، أي ذلك اللافظ، رقيب، أي ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال. انتهى.

وليست هذه الكتابة خاصة بالقول فقط، وإنما شاملة للفعل أيضا، قال ابن كثير في قوله تعالى: إلا لديه رقيب عتيد (ق:18): أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك ليكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى: وإن عليكم لحافظين*كراما كاتبين*يعلمون ما تفعلون (الإنفطار:10-12). انتهى.

واختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكلام أم أنه لا يكتب إلا ما فيه عقاب وثواب؟ قال القرطبي في تفسيره: قال ابن الجوزاء ومجاهد يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقال عكرمة لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه، وقيل يكتب عليه كل ما يتكلم به، فإذا كان آخر النهار محا عنه ما كان مباحا نحو انطلق اقعد كل مما لا يتعلق به أجر أو وزر.

وذكر ابن كثير أن ظاهر الآية العموم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات