السؤال
أنا أدرس العلم الشرعي من خلال الإنترنت، وأدرس في المدرسة الدراسة المعتادة، وتعلقت كثيرا بالعلم الشرعي؛ لدرجة أنني أهمل دراستي العادية، وأتعمق في دراستي للشرع، علما أنني في المرحلة الأخيرة (3 ثانوي)، فهل يجب أن أترك الدراسة تماما، وأستمر في دراسة العلم الشرعي؟ مع العلم أن المدرسة تدرسنا أفكارا إلحادية -كنظريه دارون، وبداية خلق الكون، وما أشبه ذلك من أفكار تفسد أفكار المسلم-. أفيدوني -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلعل الله تعالى أراد بك خيرا لما ألقى في قلبك حب طلب العلم الشرعي؛ فحب طلب العلم الشرعي أمارة على الخير، وفي الحديث: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. رواه أحمد في المسند.
ولا يجب عليك ترك الدراسة لما ذكرته من الرغبة في طلب العلم الشرعي، بل لا ننصحك بتركها.
ويمكن أن تجمعي بين الدراسة النظامية، وبين طلب العلم الشرعي؛ فمن المعلوم أن الدراسة النظامية مهمة في هذا العصر، فلا تترك، لا سيما مع إمكانية الجمع بينها وبين دراسة العلوم الشرعية.
وكذا لا يجب عليك ترك الدراسة لما ذكرته من تدريس نظرية داروين، أو غيرها من الباطل، وقد قدمنا في فتاوى سابقة أنه إذا كانت دارسة هذه النظرية إلزامية في المدراس النظامية، وكان عند الطالب علم كاف ببطلان هذه النظرية؛ فلا حرج عليه في دراستها، وليكن مقصوده بدراستها معرفة أوجه بطلان هذه النظرية بالتفصيل؛ للتحذير منها.
وانظري الفتوى: 213271، والفتوى: 251365.
والله أعلم.