السؤال
ورد في صحيح مسلم أن أحد الشياطين أراد حرق وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفهمت من بعض الشيوخ، أن معنى هذا الحديث أن الشيطان يستطيع حرق البشر، فما الذي يمنع الآن الجن والشياطين من حرق وجوه البشر كلهم؟ وإذا أجبتني بأن هذا يحصل بإذن الله، فالإنس والجن مخيرون، وقد أعطانا الله قدرات معينة، وأعطانا حرية الاختيار باستخدام هذه القدرات، وإبليس حاول حرق وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فليست مهمة إبليس الوسوسة فقط، بل هو بالفعل حاول حرق وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنفهم أن إبليس لديه الاختيار والقدرة أن يفعل ذلك، وهدفه فعل ذلك، فلماذا لم يحرق وجوه البشر كلهم -العصاة، والمؤمنين، والكفار-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجن لهم قدرة على أذية بني آدم؛ فيؤذون من شاء الله أن يؤذوه منهم -بالصرع، وغيره من صنوف الأذية-، كما أن البشر يؤذي بعضهم بعضا، ولا يلزم من ذلك ألا يبقى أحد إلا أوذي، فكذلك الجن لهم قدرة على أذية بني آدم -كما دلت على ذلك النصوص-، ولا يلزم من ذلك أن يؤذوا جميع البشر، أو يهلكوا الجنس الإنساني.
ثم إن الله جعل للوقاية من شرهم أسبابا، من أخذ بها، نجاه الله من شرهم الحسي والمعنوي، فلم يضره كيدهم، ولم تؤثر فيه وسوستهم، وانظر الفتوى: 58076، والفتوى: 342202.
ويمكنك للفائدة حول ما يتعلق بالشياطين والجن مراجعة الكتاب النافع: عالم الجن والشياطين، للدكتور عمر الأشقر -رحمه الله-.
والله أعلم.