هل يشرع تفتيش القمامة لاستخراج الأوراق المحتوية على أسماء الله؟

0 15

السؤال

أعاني من مشكلة، وهي أن أمي وإخوتي دائما ما يرمون أوراقا عليها لفظ الجلالة، أو أسماء لصحابة، أو أسماء لأنبياء. وأنا أعلم أن هذا حرام. أنا لا أعيش في بيت واحد معهم، بل بيتنا مكون من طابقين، وأعيش أسفله مع جدتي، ولكنني أصعد كل يوم، وكل يوم آخذ أكياس النفايات وأفتحها وأتفقدها؛ لأني أعلم أنهم يرمونها، وبالفعل هم يفعلون، فآخذ الأوراق وأنظفها، ثم أحرقها أو أضعها في مكان طاهر. كما أغضب مما أراه وأكثر من نصحهم أن يتحفظوا على الأوراق التي عليها شيء من الحرمة.
وقد قرأت العديد من الفتاوى في هذا الموضوع، ولكن هناك شيء أخشاه، فأخبروني إن كنت آثمة: من قبل لم أكن كل يوم أتفقد النفايات؛ لأني كنت أقول في نفسي: لا تزر وازرة وزر أخرى. وأيضا لأني قرأت في فتوى على موقع: الإسلام سؤال وجواب. أن علي أن أفعل ما بوسعي، ولكن دون الحرج والمشقة. المشكلة أني تركت الاجتهاد في هذا الأمر. فهل علي إثم؟
وأحيانا أستحي أن يراني إخوتي وأمي أتفقد النفايات، بالرغم من أني أوقن أني على حق، ولكني أشعر بالخجل، فأنتظر أحيانا حين لا يراني أحد وأفعل هذا.
وأخيرا في مدرستي تلقى الأوراق في سلال النفايات، وعندما أوقن أن فيها شيئا من الحرمة أسرع لأخذه من موضع الأثر، ولكن المشكلة أني لا أستطيع أن أفتش في السلة والناس ينظرون إلى؛ لأني خجولة جدا، ولذلك أنتظر إلى حين لا يكون في القاعة أحد، لأنزع الأوراق.
ما حكم هذا؟ هل أنا آثمة؟ علما أني أنصح غيري عندما أقدر.
أعلم أني محقة ببذل مجهود في هذا، ولكني أخجل من الناس؛ لأنهم يظنونني معقدة.
فما حكم ذلك؟
وأخيرا من قبل لم أكن أعلم أن أسماء الأنبياء والصحابة يحرم رميها، وكنت أعتقد أن أسماء الله والقرآن والأحاديث الشريفة هي التي لا ترمى بل تصان، وقد صدمت عندما علمت بذلك.
المعذرة على الإطالة، ولكن الأمر أهمني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يوفقك، ولكن ظاهر أن لديك مبالغة غير محمودة في هذا الأمر، فلا يشرع تفتيش القمامات والزبالات بحثا عن الأوراق المشتملة على أسماء الله سبحانه، بل هذا تعمق وغلو مذموم.

فحسبك أن تنصحي أهلك ومن حولك بحرمة امتهان تلك الأوراق ووجوب صيانتها، وإذا علمت أن شيئا منها ملقى في مكان لا يليق وأمكنك -بلا حرج- رفعه؛ فارفعيه. وانظري الفتويين: 278959 - 325360.

وأما أسماء الأنبياء فيجب احترامها إذا قصد بها النبي لا مجرد الاسم، وأما أسماء الصحابة: فليست من المعظمات في الشرع التي يجب احترامها ويحرم امتهانها، وانظري في هذا الفتوى: 201064.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات