الرد على شبهة دنو الشمس من الخلائق يوم القيامة

0 24

السؤال

بعض زملائي في الجامعة، حيث أعمل في كلية العلوم -للأسف شبه ملحدين-، ويطرحون تساؤلات عن تناقض بعض الآيات الكريمة، وبعض الأحاديث الشريفة مع الحقائق والعلوم. فمثلا في الحديث الصحيح المعروف عن اقتراب الشمس منا يوم القيامة لتصبح فوقنا مسافة ميل. وتصبب العرق من الناس.
وبكل تفسيرات الميل، لو اقتربت الأرض بهذا القرب من الشمس، فإنه لن يكون هناك أناس أصلا، فكل البشر وكل الصخور ستحترق وتنصهر تماما قبل أن يبلغ بعدنا عن الشمس هذه المسافة. فكيف له أن يعيش ويتعرق، ثم يصل عرقه إلى ذراعه أو ذقنه، إلخ؟
ملاحظة: لا تفهموا سؤالي بشكل خاطئ، فأنا مؤمن بالله، موحد، ولله الحمد، ولا يؤثر في ذلك معرفتي أو عدم معرفتي بالإجابة، ولكن وحسب قول سيدنا إبراهيم عليه السلام: "قال بلى ولكن ليطمئن قلبي" فأرجو أن أجد لديكم إجابة شافية مفحمة، وليست إجابة بالابتعاد عن مثل هذه التساؤلات.
وبارك الله فيكم مسبقا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحديث دنو الشمس من الخلائق، إنما يشكل لو كان حدث هذا في الدنيا. وأما الآخرة فأحكامها وأحوالها مختلفة لا تشبه الدنيا لا من قريب ولا بعيد!

وحسبك أن تقرأ قول الله تعالى: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار [إبراهيم: 48].

فكذلك الناس يبعثون يوم القيامة بأحوال تختلف عن أحوالهم في الحياة الدنيا، فهذا الفاجر أو الكافر يعذب بأشياء لا تمكن معها الحياة في الدنيا. وأما في الآخرة فتجتمع عليه أسباب الموت بحذافيرها، ويبقى حيا ليذوق العذاب، كما قال تعالى: ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ [إبراهيم: 17]، وقال سبحانه: إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما [النساء: 56].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات