السؤال
تعرفت على امرأة متزوجة، حاولت بكل الطرق الابتعاد عنها؛ فلم أستطع. مارسنا خلال مدة الجنس على النت فقط.
هل يعتبر ذلك زنا؟ وما كفارته؟
أنا متزوج، وبعيد في غربة عن زوجتي، والشهوة قوية عندي. هل يجوز الاستمناء؛ لكي لا أستمر مع هذه المرأة في هذه العلاقة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزنا الذي يوجب الحد هو إيلاج الفرج في الفرج الذي لا يحل، أما الاستمتاع من خلال الانترنت؛ فهو من الزنا المجازي، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
وكون هذا الاستمتاع ليس من الزنا الحقيقي، لا يعني أنه هين، ولكنه معصية قبيحة، ومنكر مبين، فقد حرم الشرع مجرد النظر إلى الأجنبية بشهوة، فكيف بمثل هذه الأفعال الفاضحة؟
وكفارة هذه الأفعال المحرمة؛ هي التوبة؛ فالواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله، وقطع كل علاقة بتلك المرأة، والتوبة تكون: بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
واعلم أن الاستمناء محرم لا يجوز، قال الله عز وجل: والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. {المؤمنون: 5-7}.
قال الشافعي -رحمه الله- في كتاب الأم: .. فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة، أو في ملك اليمين، ولا يحل الاستمناء. انتهى.
وراجع الفتوى: 317665
وإذا لم تكن قادرا على الرجوع إلى زوجتك أو استقدامها إليك؛ فالسبيل الصحيح للعفة والتغلب على الشهوة؛ يكون بكثرة الصوم، مع حفظ السمع والبصر، والبعد عن مواطن الفتن، واجتناب ما يثير الشهوة، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، مع الاستعانة بالله عز وجل والاعتصام به، وكثرة الذكر والدعاء.
وراجع الفتوى: 23231
والله أعلم.