السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر السادسة عشر، وبفضل من الله قد تبت، وابتعدت عن الكثير من المحرمات. وأريد أن أسأل سؤالا:
أنا أحب أن أتخيل قبل نومي أنني متزوجة، وعندي أولاد، وأنا مع زوجي الخيالي في أوضاع ساخنة، وأنا أحب جسدي، وأتمنى أن أتزوج رجلا يتمتع به. فما حكم ذلك؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله على ما وفقك له من التوبة من فعل المحرمات، ونسأله -عز وجل- أن يتقبل توبتك، ويوفقك إلى الاستقامة، وييسر لك سبلها، ونوصيك بالعلم النافع، والعمل الصالح، والصحبة الصالحة، ونحو ذلك مما يعين على الاستقامة، والثبات عليها. ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى: 12928، 10800، 1208.
وإذا لم يتعد الأمر مجرد تخيلات تأتيك، فتصرفينها ليس فيها إثارة للشهوة؛ فلا مؤاخذة عليك فيها، فالأصل أن الإنسان لا يحاسب على مجرد حديث النفس من غير أن يتحول إلى أفعال أو أقوال؛ روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.
ولكن الاسترسال مع هذه التخيلات قد يفتح بابا إلى الشر والفساد بتهيج الشهوة، وتفريغها من سبيل محرم، وكثير من المعاصي قد تكون سببها مثل هذه الخواطر. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 28477.
وإن كانت هذه التخيلات لإثارة الغريزة الجنسية والاستمتاع؛ فإنها محرمة؛ لكونها وسيلة إلى الفاحشة، وقد سد الشرع الحكيم الذريعة، فحرم مثل هذه الوسائل، ففي الصحيحين -واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
قال النووي في شرحه على مسلم: معنى الحديث أن بن آدم قدر عليه نصيب من الزنى. فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام، أو الاستماع إلى الزنى، وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد، بأن يمس أجنبية بيده، أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنى، أو النظر، أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية، ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب. فكل هذه أنواع من الزنى المجازي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. معناه أنه قد يحقق الزنى بالفرج، وقد لا يحققه بأن لا يولج الفرج في الفرج، وإن قارب ذلك. والله أعلم. اهـ.
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى: 248950.
وينبغي لك على كل حال أن تصرفي همتك، وتشغلي نفسك، وتملئي فراغك بما ينفعك في دينك ودنياك إلى أن يتيسر لك سبيل الزواج.
والله أعلم.