السؤال
أصبت بجلطة كبيرة في الشريان الرئوي، والسبب أنه مرض مناعي مزمن مدى الحياة، وقد مرت ثلاث سنوات على هذا الحال، ووصف لي الطبيب أدوية عديدة لعمل سيولة في الدم (ماريفان)، ومن شروطه عدم الأكل قبله بساعتين، وبعده بساعتين، ووصف دواء (البلاكونيل) لتقليل أعراض المرض، وأدوية غيرها أخرى، مع التنبيه على شرب كميات كبيرة من الماء يوميا للحفاظ على سيولة الدم، وأنا ممنوع من أية مأكولات أو مشروبات تحتوي على فيتامين k؛ لأنها تعمل على تخثر الدم.
وخلال السنوات الماضية حصلت مضاعفات خطيرة أثناء تغيير مواعيد الدواء والجرعات أيضا، فهل يجب في حالتي الصيام أم لا؟ وهل علي ذنب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن رحمة الله بعباده أنه لم يجعل عليهم في الدين من حرج؛ لذلك رخص للمريض الذي يتضرر بالصوم في أن يفطر، إن كان الصيام يزيد المرض، أو يطيله، أو يشق الصوم معه، قال المرداوي في الإنصاف: قوله: المريض إذا خاف (الضرر، أو زيادة مرضه، أو طوله، أو كان صحيحا، ثم مرض في يومه، أو خاف مرضا لأجل العطش، أو غيره؛ فإنه يستحب له الفطر، ويكره صومه وإتمامه إجماعا.... انتهى.
وقال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: المرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم، أو يخشى تباطؤ برئه. انتهى.
وقال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: الخوف المجوز للفطر هو المستند صاحبه إلى قول طبيب ثقة حاذق، أو لتجربة من نفسه، أو لإخبار ممن هو موافق له في المزاج... اهـــ.
وعليه؛ فالحكم بالنسبة لك هو الفطر، إذا غلب على ظنك أن يلحقك ضرر بالصوم؛ لما يترتب عليه من تغير مواعيد الدواء، وكون ذلك يؤدي إلى حدوث مضاعفات، كما حدث خلال السنوات الماضية، وكذلك لطلب الطبيب منك شرب كميات كبيره من الماء خلال اليوم؛ للحفاظ على سيولة الدم.
ولا إثم عليك في الفطر، قال الله تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر {البقرة:185}.
وما دام مرضك مزمنا لا يرجى زواله -كما ذكرت-؛ فلا قضاء عليك.
وعليك الفدية، وهي أن تطعم مسكينا عن كل يوم مدا من طعام.
والمد يساوي في عصرنا بالأوزان الحديثة 750 جراما تقريبا من أرز، أو غيره من غالب قوت أهل البلد.
وراجع الفتويين التاليتين: 163983، 397855.
والله أعلم.