أود أن أعرف حكم دراستي في جامعة مختلطة، علما أنه في بلدي لا تتوفر جامعات غير مختلطة، إلا بمبالغ هائلة، وهي واحدة فقط، وليس لدي أخ، وأنا الكبرى في العائلة، ووالدي يشجعني على الدراسة، والعلم النافع، ويريد أن يراني متفوقة، وكذلك أمي، وأود أن يفخروا بي، وأبي خارج البلاد؛ لكي ينفق علينا -حفظه الله-.
وهمي أن أحصل العلم النافع، وأرى قدرة الله في خلقه، وأنا في البيت -والحمد لله- أوفق بين العلم الدنيوي والديني، وبين قراءة القرآن والمذاكرة.
وبالنسبة للمواصلات، فقد سجلت مع سيارة خاصة، والسائقة بنت -ولله الحمد-، والسيارة مظللة، ولا أنظر إلى الرجال، ولا ينظرون إلي، وفي بعض الأحيان يقودنا أخوها، وهو لا يتحدث معنا، وهي تكون بجانبه دائما، أي أنه ليست هناك خلوة.
وعندما أصل أتوجه مباشرة إلى القاعة، ولا أتحدث إلى الرجال في أي حال من الأحوال، وإنما أتحدث إلى صديقاتي الفتيات -والحمد لله-.
ومقاعد البنات في القاعة في الجهة اليسرى، ومقاعد الرجال في الجهة اليمنى، فهم يفصلون بيننا؛ حتى في المعامل.
وعدد البنات 220 تقريبا، بينما الرجال 40 فقط.
وتدرسنا 6 معلمات -3 منهن منتقبات-، و6 معلمين، وأغلبهم صارمون، وكبار في السن.
واللباس الذي ألبسه في الجامعة هو العباءة، والطرحة السوداء، فهم يسمحون بذلك، وهم يسمحون بالنقاب أيضا، والفتيات الباقيات تلبسن القميص والتنورة.
وأنا خائفة أن يكون ذهابي إلى الجامعة فيه عدم رضا الله عني، فأفتوني.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن كان الحال ما ذكرت من أن هنالك تمايزا في مقاعد الطلاب والطالبات في قاعة الدراسة؛ فليس هذا من الاختلاط المحرم، وسبق أن بينا ضابط الاختلاط المحرم في الفتوى: 173063.

وبناء عليه؛ فلا حرج عليك في الدراسة في هذه الجامعة.

 وبخصوص وجود أخي صاحبة السيارة معكما، فهو -كما ذكرت- تنتفي به الخلوة، إذا كانت الفتنة مأمونة؛ لأن الراجح من أقوال الفقهاء أن وجود امرأتين ثقتين مع الرجل مما تنتفي به الخلوة.

ولمزيد الفائدة، يمكن مراجعة الفتوى: 206257.

والله أعلم.