لا تحل المنحة إلا بشروطها

0 16

السؤال

أنا طالب مقيم في أميركا، أمي امرأة عمرها 63 سنة، وتعاني من السكري، والضغط، وآلام في المفاصل، لكنها في صحة جيدة، والحمد لله.
بحكم أنها كبيرة في السن وتعاني من هذه الأمراض، تعرض عليها الحكومة أن تختار شخصا قريبا منها للعناية بها والبقاء بقربها بمقابل مادي. وأمي تختارني أنا؛ لأننا نعيش في نفس البيت، وأنا المسؤول عن البيت. لا يوجد لدينا دخل مادي مستقر؛ لهذا السبب توجهنا لهذه الخدمة.
أحيانا أخرج للعمل لكن بدوام جزئي، وهذا بسبب ضغط الدراسة.
عندما يأتي الممرضون ليتفقدوا الوضع الصحي لأمي، ومنح هذه الخدمة لها، يجب على أمي أن تسترخي على السرير وتقولهم إن ابني يساعدني على النهوض، وأتكئ عليه في بعض الأحيان، ويساعدني في الأعمال المنزلية.
السؤال هنا أنه كما ذكرت أمي في صحة جيدة، ولا تحتاج مني أن أكون بجانبها للنهوض أو المشي، لكن هذه أشياء يجب أن تقال لكي يمنحوننا الخدمة.
أنا أساعد أمي خصوصا في إيجار المنزل، لأنها عندما تأتي من البلاد لزيارتي أضطر إلى أن أستأجر وحدي بيتا، أمي لا تقدر على العمل فأنا وحدي متكفل بإيجار المنزل، وأنا من يتكفل بكل أغراض البيت من مأكل وخدمات، وأقوم بزيارة الدكاترة معها وإحضار كل الوصفات الطبية من الصيدلية. وبهذا بسبب أنها لا تعرف اللغة والطرق. ووجودي بجانبها يمثل دعما معنويا ويسليها؛ فهي كبيرة في السن ولا تعرف جيرانا، ولا يوجد أقارب لنا في هذه البلاد.
فعندما تقول لهم والدتي إنه يساعدني على النهوض، وأتكئ عليه في بعض الأحيان عندما أمشي. هل في هذا كذب ويصبح المال الذي أجنيه حراما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإذا كانت أمك تقدر على النهوض والمشي دون حاجة لإعانتك على هذه الأمور؛ فإن إخبار الممرضين بحاجتها إليك في النهوض والمشي؛ كذب محرم.

وإذا كانت المنحة المذكورة لا تبذل إلا بهذا الشرط؛ فهي لا تحل لكم ما دام الشرط منتفيا، لما في ذلك من الغش للجهة المانحة. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من غش فليس منا. كما في صحيح مسلم وغيره. وراجع الفتوى: 155359.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة