السؤال
أنا شاب عندي 22 سنة، لا زلت طالب علم. ولكن الحمد لله عقيدتي سليمة، أحيانا أطالع حسابات بعض الملحدين على الفيس بوك، بغرض السخرية والضحك على أفكارهم؛ لكونها تافهة جدا.
معظم منشوراتهم تكون سخرية من الدين أو أهله، أو حتى الرسول صلى الله عليه، وعلى آله، وسلم، لكنها منشورات أتفه من أن تضل أغبى إنسان؛ لذلك أطالعها من باب الضحك على سذاجة عقلهم، وسطحيتهم، مع أني أحيانا أغضب بسبب كثير من منشوراتهم.
أعلم أنه لا يجوز مطالعة أفكار من يلقون شبهات حول الإسلام قد تؤثر في بعض من هم أقوياء العقيدة. ولكن هل يجوز متابعة الأشخاص ذوي المنشورات التافهة على الفيسبوك، والتي غالبا لا تؤثر في ذوي العقيدة السليمة، من باب السخرية من تفاهتهم فقط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي الدخول على المواقع التي تبث الشبهات ولو بقصد الاستهزاء، أو الضحك والسخرية من تفاهة شبهاتهم.
ولست مطالبا شرعا بالدخول على تلك المواقع وقراءة الشبهات لتضحك على قائليها، وقد يكون هذا التبرير من خطوات الشيطان التي يستدرجك بها حتى يدخل عليك من الشبهات ما يستقر في قلبك ويصعب عليك إخراجها.
وقد دل الشرع على وجوب البعد عن الشبهات، والنأي بالنفس عن مواطنها؛ حذرا من التأثر بها، ففي الحديث الصحيح: من سمع بالدجال، فلينأ عنه، فوالله، إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه؛ مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات. رواه أبو داود. اهــ.
قال ابن القيم في عدة الصابرين: فما استعين على التخلص من الشر، بمثل البعد عن أسبابه، ومظانه.
وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق وهي أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله، فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة. اهــ.
فاحذر أخي السائل من شباك الشيطان.
والله أعلم.