السؤال
بعض الآيات دلت على حقائق علمية لم تعرف إلا بعد العلم الحديث، والمعنى المذكور في بعض التفاسير يتضمن ما فهم في عصرهم، فهل يجوز لي فهم النصوص حسب ما أثبته العلم الآن؟ فمثلا كلمة نطفة التي هي ابتداء خلق الإنسان تعني لغويا: الماء، والجنين في تلك المرحلة يكون بنسبة 99% منه ماء، ولكن عند ذكرها مع المني تدل مع الأمشاج المذكر، وذكر معها تحديد الجنس، فهل يجوز لي فهم القرآن هكذا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن صياغة السؤال غير واضحة.
ومعنى النطفة: الماء القليل، والمقصود به في آيات القرآن الكريم: ماء الرجل -المني-، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: والنطفة: فعلة، مشتقة من: نطف الماء، إذا قطر، فالنطفة ماء قليل، وسمي ما منه النسل نطفة بمعنى منطوف، أي: مصبوب، فماء الرجل مصبوب. اهـ.
وهذا المعنى لا يؤثر فيه، ولا يغيره التقدم العلمي! فلا يجوز تفسير النطفة بما يخالف هذا المعنى، وانظري الفتويين: 264478، 175025.
وأما مسألة الإتيان بتفاسير وفهوم جديدة لآيات القرآن الكريم؛ بناء على الحقائق العلمية المعاصرة، أو غيرها، فيقال فيه: إن كانت هذه التفاسير والفهوم الجديدة تقتضي خفاء معاني الآيات على سلف الأمة، وعلمائها، وخطأهم كلهم في فهم كلام الله؛ فلا ريب أن هذا غير ممكن.
وأما إن كان المراد بالتفسير الجديد الاستنباط من الآيات والإتيان بمعان إضافية زائدة على ما ذكره المفسرون السابقون، بما لا يقتضي بطلان تفسيرهم، ولا خفاء معنى الآيات عنهم؛ فلا مانع من ذلك بضوابط وشروط، وهي:
1- أن يكون القول المفسر به صحيحا في ذاته.
2- أن تحتمل الآية هذا القول الحادث.
3- أن لا يبطل هذا القول الحادث قول السلف في معنى الآية.
4- ألا يقصر معنى الآية على التفسير الحادث. وراجعي تفصيل هذا في الفتوى: 401704. وانظري حول التفسير العلمي للقرآن الكريم الفتوى: 43698.
والله أعلم.