السؤال
أمي عمرها 70 سنة، وتريد أن تدخل أبي الذي عمره 85 سنة إلى دار المسنين؛ لأنه مقعد، ومريض بالقلب، وعنده خرف ذاكرة مؤقت، ويتبول على نفسه؛ لأنه لا يوجد من يعاونها، وهي مقتدرة ماديا، والبيت كبير -مساحته 400 متر-، وينقسم إلى شقتين، ومن الممكن أن تحضر ممرضا، ولكنها ترفض وجود غريب؛ خوفا منه.
وهي تمتنع من أن تعطيه الدواء ليتخلص من السوائل المحبوسة في قدمه، ويصرخ بسببها من شدة الألم، مبررة ذلك بأنها غير قادرة على تنظيفه، وهذا بالإضافة لمعاملتها السيئة له، والمنة عليه، والدعاء عليه بالموت.
والعمارة التي تسكنها باسمها في العقار، لكنها من أموال أبي، من أرض ورثها من أبيه، ولا يوجد ما يثبت ذلك، ولحبه الشديد لها ولابنه الوحيد سلم نفسه وماله لها، وتريد أن تحرم البنات من الميراث؛ لتبيع الممتلكات لأخي الوحيد، وتسافر إلى الخارج؛ لتعطيه الأموال من غير أدلة.
وأنا مطلقة منذ أربع سنوات، وليس عندي دخل، ومؤخري انتهى، وأمي لا تصرف علي من مال أبي، ولا أحد يساعدني إطلاقا، وحاولت جاهدة أن أجد عملا، فلم أستطع لعمري الكبير، وعدم خبرتي المهنية، فقد حبست نفسي لخدمة طليقي وأولادي.
وأسكن الآن في شقة فارغة، لا توجد فيها إمكانيات الحياة الأساسية، ولا أقدر أن أعول نفسي، وأبي ماديا، أو جسديا، ولا حتى نفسيا؛ لأن عندي عملية في الظهر، وأمي تطردني دائما، وتقهرني، وتبتزني، والجميع ينبذني حتى أرجع لطليقي الظالم الذي يبتزني بكل الوسائل الشيطانية؛ لينتزع حقوقي، ويرمي أطفالي في الشارع.
وكل من يحيطون بها يشجعونها؛ لأنها تلعب دور الضحية بإتقان، ودائمة الشكوى، وهي محل قوة بسبب المال، والتعصب المنتن، والتمييز، والتفضيل للابن عن البنت، وأن البنت نكرة وعار في بلدي.
ورغم وجود رسائل ربانية منعتهم من السفر في وقت حساس ودقيق -كطلاقي، وكسر حوض أبي، وجلطات دماغية وقلبية له، وتدهور صحته-، إلا أنهم مصرون على تجاهلها، وهي مصرة على فعل ذلك الأمر المشين.
حاولت أن أذهب للمحكمة الشرعية لأحجر على أبي لأحميه؛ حتى لا يرميه أخي العاق، وأمي في الشارع، وأحمي ميراثي، لكن القاضي قال لي: إن كل شيء مكتوب باسم أمك.
ومع كل هذا؛ فأمي ملتزمة بالعبادة -تصلي، وتقرأ القرآن، وختمت السند-، وتدعي التدين، ولكن ظاهريا، لكنها في المواقف التي تقتضي الأمانة لا يهمها إلا مصلحتها الشخصية، فماذا أفعل؟ وماحكم ما تفعله أمي؟