اللعب بالألعاب التي تحتوي أفعالًا شركية

0 31

السؤال

ما حكم من لعب الألعاب التي تحتوي أفعالا شركية -والعياذ بالله-، ثم تاب منها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن اللعب بالألعاب المحتوية على أفعال شركية، لا يجوز، لكن مجرد اللعب بها ليس كفرا، كما هو مبين في الفتوى: 452956.

وعلى كل حال؛ فإن التائب من أي ذنب كان، توبته مقبولة؛ فمغفرة الله للتائبين لا يتعاظمها ذنب، ولو كان الشرك بالله -فضلا عما دونه-، فمن تاب صادقا؛ فإن ذنبه مغفور، مهما كان ذلك الذنب عظيما، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: والله تعالى غافر الذنب، قابل التوب، شديد العقاب. والذنب -وإن عظم-، والكفر -وإن غلظ وجسم-؛ فإن التوبة تمحو ذلك كله.

والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب، بل يغفر الشرك وغيره للتائبين، كما قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}، وهذه الآية عامة مطلقة؛ لأنها للتائبين. اهـ.

وفي سنن ابن ماجه عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. حسن إسناده ابن حجر في فتح الباري.

 فالتائب من الذنب لا يعاقب عليه في الدنيا، ولا في الآخرة، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا، ولا قدرا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة