السؤال
أنا طالبة طب، وأقوم هذه الأيام بالممارسة في مستشفى لتعلم أفعال التمريض، وقد لاحظت كثرة استعمال الكحول في التعقيم قبل الحقن -لتخفيف الألم، وغيره-، وهذا ما فتح بابا من الوساوس.
أعرف أن الكحول مختلف في نجاستها، لكن هل يجب إخبار المرضى بغسل أيديهم من الكحول، إذا كنت أرى طهارتها؟ فهذا فيه حرج كبير ومشقة، فعملي هو حقن الدواء، وليس الفتوى، فلا يمكنني أن أخبر كل مريض أن نجاسة الكحول مسألة خلافية، وأشرح له أقوال العلماء، وفي نفس الوقت لا يمكنني إخبارهم بغسل أيديهم دون شرح المسألة؛ لأنني لن أقوم بالفتوى أبدا؛ فأخشى أن يكون طاهرا؛ فأكون حرمت حلالا، أو العكس، والمقصود أنني إما أن أشرح لهم أن المسألة خلافية، وأترك لهم حرية الاختيار، وإما أن أسكت؛ فأقل أحوالي أنني فاسقة.
أنا في حيرة من أمري، فعندما أفكر أجد أن حال المرضى لا يخلو من حالين: إما أن يكون عالما بالمسألة، ويتبع قولا معينا، وإما أن يكون جاهلا بالمسألة، وفي كلا الحالتين لا جناح عليه؛ وأنا عملي أن أعطيه الدواء، لا أن أعلمه شؤون دينه، فأرجو الإفادة في هذا الموضوع.