0 280

السؤال

ما هو المقصود بالقول: إن الدين يسر وليس بعسر، أرجو من فضيلتكم أن توضحوا لي ذلك بالأمثلة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعنى كون دين الله يسرا وليس بعسر أن الله تعالى رفع فيه الحرج عن هذه الأمة فلا يكلفون إلا ما يطيقون، قال الله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [البقرة:286]، وقال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج  [الحج:78]، وقال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر [البقرة:185]، وقال الله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم  [التغابن:16].

وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. 

وقال ابن كثير في تفسيره عند قوله الله تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج: أي ما كلفكم ما لا تطيقون وما ألزمكم بشيء يشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجا ومخرجا، فالصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام بعد الشهادتين تجب في الحضر أربعا، وفي السفر تقصر إلى اثنتين وفي الخوف يصليها بعض الأئمة ركعة، كما ورد به الحديث، وتصلى رجالا وركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، وكذا في النافلة في السفر إلى القبلة وغيرها، والقيام فيها يسقط لعذر المرض، فيصليها المريض جالسا، فإن لم يستطع فعلى جنبه، إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات. 3/317.

وفي شرح سنن النسائي للسندي عند شرح يسر هذا الدين: قال السيوطي: سماه يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله، لأن الله تعالى رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم، ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم والندم. 

والله أعلم.       

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات