السؤال
أنا متزوجة من ابن عمتي، وقد أكرمنا الله بحملين متتاليين. وقد توقف النبض في رحمي، وتم إنزال الأول في الشهر الثالث، والثاني بعد الشهر الأول.
وقد أكرمنا الله بعدهما بابني الأول، وقد ولد في نصف الشهر السابع بمشاكل كثيرة، وقد توفاه الله في اليوم ال 16 بعد الولادة بالحضانة.
وأكرمنا الله بعده بابني الأخير، وقد ولد بمشاكل صحية.
وقد ذهبنا إلى العديد من الأطباء ومن ضمنهم أطباء في الوراثة، وبعد عمل الفحوصات، تبين وجود مرض وراثي.
الأطباء قالوا لي أنا وزوجي: إن نسبة تكرار هذا المرض الوراثي هي: 25 بالمئة في كل مرة حمل، وأنه عند الحمل في الأسبوع 16 يتم أخذ عينة من السائل الموجود حول الجنين، وتظهر النتيجة خلال أسبوعين. فإذا كان عنده نفس المرض الوراثي، فإنه ينصح بإجهاضه. فهل يجوز هذا أو لا؟
بمعنى آخر: هل هناك حرمة في أن أحمل، وهناك احتمال لإجهاضه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -تعالى- أن يعافيك، ويرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك.
واعلمي أن إجهاض الجنين يجوز إذا كان في بقائه خطر على حياة الأم.
وأما إجهاضه بسبب مرض الجنين، أو حصول تشوه في خلقته؛ فلا يجوز بعد بلوغ الحمل مائة وعشرين يوما.
جاء في قرار المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، في دورته الثانية عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة سنة: 1410 هـ ـ 1990 م، ما يلي:
1ـ إذا كان الحمل قد بلغ مائة وعشرين يوما، لا يجوز إسقاطه، ولو كان التشخيص الطبي يفيد أنه مشوه الخلقة، إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية من الأطباء الثقات المختصين، أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد على حياة الأم؛ فعندئذ يجوز إسقاطه سواء كان مشوها أم لا، دفعا لأعظم الضررين. اهـ.
وانظري الفتويين: 143889، 46342.
وأما حكم حملك مع احتمال حصول هذا المرض للجنين، فلا حرج عليك فيه، ولكن لا يجوز إجهاض الجنين المريض بعد نفخ الروح فيه.
والله أعلم.