لذة لحظة أورثت حزناً طويلاً

0 401

السؤال

سني 52 سنة لقد اشتغلت في الغرب 10 سنوات ثم رجعت إلى وطني تونس وواصلت العمل في المدن السياحية ارتكبت كثيرا من المعاصي وأثناء عملي أصبت بمرض عضلي وراثي وأنا أستعمل حاليا الكرسي المتحرك منذ 10 سنوات حياتي الماضية جعلتني أحب إرضاء شهواتي في الخمر والزنا ولكن منذ سنة تمكنت من الكف عن شرب الخمر بصعوبة كبيرة وأصبحت أصلي وأقرأ كثيرا عن الأمور الدينية ونظرا إلى كوني غير متزوج والأمر صعب للغاية فمن هي المرأة التي ترضى برجل مقعد وليس له سوى جراية عجز هذه الوضعية لم تتركني أتخلص من جريمة الزنا أتمنى أن يرزقني الله بزوجة ولكن طال صبري ومرضي ولم أجد حلا أريد منكم نصيحة وجزاكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نهنئك بالإقلاع عن شرب الخمر، ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويحصن فرجك ويرزقك زوجة صالحة تسعد بها في حياتك، ثم اعلم أخي هداك الله تعالى أن الذنوب سبب في نقص الإيمان والأرزاق وتوالي المصائب، قال سبحانه: [وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير] (الشورى:30)

ولا شك أن الزنا كبيرة من الكبائر، وهو من جملة الذنوب التي توعد الله صاحبها بالعذاب الأليم والمضاعف إذا لم يتب، قال سبحانه: [والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب] (الفرقان: 68-70).

وفي هذه الآية دليل على شناعة هذه الفاحشة، حيث جعلها الله قرينة الشرك وقتل النفس، وفي هذا ردع لكل مسلم عن اقتراف هذه المعصية التي حرم الله كل الطرق المؤدية إليها كالنظر والخلوة بالأجنبية وملامسة بشرتها، فقال سبحانه: [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن] (النور: 30- 31).

والحق أن كل عاقل يسمع هذا النهي وذلك الوعيد من العزيز الجبار جل جلاله، عليه أن يخاف الله تعالى ويتدارك نفسه بالتوبة، قبل أن يأتيه الأجل وهو مصر على هذه المعصية، فيكون بذلك قد حرم نفسه من النعيم الأبدي في لذة لحظة يعاقب عليها دهورا.

ومن لطف الله بعباده أنه جعل باب التوبة مفتوحا ما دام الإنسان لم يصل إلى حد الاحتضار، وما لم تطلع الشمس من مغربها، فبادر أيها الأخ الكريم بالإنابة إلى ربك، وأكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، فإن ربك الكريم يقول: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) (طـه:82)

  ويقول: [قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا] (الزمر: 53).

واصبر على ما أصابك من بلية، فربما كان ذلك سببا في تكفير خطاياك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. رواه مسلم.

وننصحك بالبحث عن امرأة دينة وصاحبة خلق تحفظ بها جوارحك عن الوقوع في الحرام، وقبل أن ييسر الله ذلك عليك بالصوم ومصاحبة الصالحين والبعد عن كل ما يثير غريزة الشهوة ويجر إلى ارتكاب الفاحشة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة